نادية مراد.. الطريق الوعر الى نوبل

سياسية
  • 12-11-2018, 15:18
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
�غداد - واع المجتمع الدولي يقر مجددا باجرام داعش الارهابي، من خلال اختيار العراقية نادية مراد لجائزة نوبل للسلام. هذه الخطوة تأتي اقرارا بدور العراق في ارساء السلام، وفي الوقت نفسه اقرار بالجرائم البشعة التي ارتكبها داعش الارهابي خلال سنوات احتلاله لعدد من مناطق العراق، والتي ترقى الى الابادة الجماعية. حكاية نادية مراد بدأت في العام الفين وخمسة عشر عندما ادلت بشهادتها امام مجلس الامن الدولي عن المعاناة والانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها حين كانت مختطفة لدى داعش الارهابي، مع نساء أخريات وأطفال في الموصل بعد سقوط المدينة عام الفين واربعة عشر . وأمام أعضاء المجلس الـخمسة عشر، روت نادية مراد باسي طه، وهي تغالب دموعها وبتأثر واضح، فصول المعاناة من لحظة اقتيادها مع أكثر من مئة وخمسين امرأة إيزيدية من مناطقهن إلى الموصل. وطالبت مراد التي كانت قد نجحت في الفرار بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المعاناة اليومية، أعضاء مجلس الأمن بالقضاء على داعش ومحاسبة المتشددين الذين يتاجرون بالبشر وينتهكون حقوق المرأة والطفل. ولجأت نادية مراد الى ألمانيا للمعالجة من الآثار النفسية والجسدية التي أصيبت بها من جراء ما تعرضت له على يد داعش الارهابي. نادية واحدة من بين نحو خمسة الاف رجل وامرأة وطفل من الطائفة الإيزيدية اختطفهم داعش الارهابي بعد أن اجتاح مناطقهم في شمال الموصل، وارتكب بحقهم انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان شملت قتل مئات الرجال والأطفال واتخاذ النساء "سبايا". واستمرت جهود نادية مراد حتى ايلول 2017 عندما اعتمد مجلس الأمن الدولي بالاجماع القرار رقم 2379 حول محاسبة تنظيم "داعش" عن الجرائم التي ارتكبها في العراق بما في ذلك التي قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. وطلب القرار من الأمين العام إنشاء فريق تحقيق، برئاسة مستشار خاص، لدعم الجهود المحلية الرامية إلى مساءلة تنظيم داعش عن طريق "جمع وحفظ وتخزين الأدلة في العراق على الأعمال التي قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية". وطلب القرار من الأمين العام إنشاء فريق تحقيق، برئاسة مستشار خاص، لدعم الجهود المحلية الرامية إلى مساءلة تنظيم داعش الارهابي عن جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها. وشدد القرار، الذي قدمت بريطانيا مشروعه، على ضرورة أن يكون الفريق محايدا ومستقلا وذا مصداقية، داعيا الدول الأخرى إلى التعاون مع الفريق بما في ذلك من خلال الترتيبات المتبادلة بشأن المساعدة القانونية. في ايار 2018 أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تعيين كريم أسعد أحمد خان، من المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، مستشاراً خاصاً، ورئيسًا لفريق التحقيق الدولي المشكل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2379 من اجل دعم الجهود الوطنية لمحاسبة عناصر تنظيم داعش الارهابي. وفي اب 2018، بدأ فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة العمل في العراق، في جمع وحفظ الأدلة المتعلقة بارتكاب داعش جرائم قد تصل إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. ووفقا للقرار الصادر عن الأمم المتحدة في 2017 فان استخدام الأدلة التي يجمعها الفريق في ساحات أخرى مثل المحاكم الدولية هو امر يحدد بالاتفاق مع الحكومة العراقية في كل قضية على حدة. وأضاف القرار أن الأدلة تجمع بالأساس لتستخدمها السلطات العراقية ثم المحاكم المختصة على المستوى الوطني. وقامت محامية حقوق الإنسان على المستوى الدولي أمل كلوني ومعها نادية مراد، التي حازت على جائزة نوبل للسلام الفين وثمانية عشر، بجهود لفترة طويلة للسماح لمحققي الأمم المتحدة بالمساعدة في الأمر.