باحثون لـ(واع): زيارة العبادي إلى أنقرة مهمة للعراق والمنطقة

سياسية
  • 12-11-2018, 15:18
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

اسطنبول – فراس سعدون

اهتمت وسائل الإعلام والأوساط السياسية والبحثية التركية بزيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى أنقرة، الثلاثاء، وما حققته من نتائج اثر اجتماعه مع الرئيس رجب طيب إردوغان على مستوى منفرد وفي إطار وزاري.

واكتسبت زيارة العبادي أهمية لخروجها بتوافقات في ملفات مهمة وحساسة من أبرزها المياه والأمن والطاقة والتجارة والاستثمار بين بلدين يشكلان ركنين مهمين في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي يضفي على الزيارة ومخرجاتها بعدين ثنائيا وإقليميا.

البعد الثنائي لزيارة العبادي

ويقول مصطفى جليل، الباحث المتخصص في العلاقات التركية – العراقية، إن "زيارة العبادي حققت منافع مشتركة لكل من العراق وتركيا لأنها جاءت في توقيت صحيح". ويبيّن أن "منافع العراق تجلت أولا في الاتفاق مع الرئيس التركي على إطلاق حصص كافية من المياه وهو اتفاق استراتيجي لأن جميع الزيارات السابقة لم تحسم هذه المسألة الخلافية، كما أن هذا الاتفاق يحمل في طياته ضمانة للأمن الغذائي للمواطن العراقي، وهو بحد ذاته منجز لو اقتصرت الزيارة عليه لكفى".

ويضيف جليل أن "المنافع العراقية تتجلى أيضا في تفاهمات حول تأمين الكهرباء التي يحتاجها العراق بشدة، وتصدير النفط الثروة الأبرز في العراق، وتوسيع المنافذ الحدودية بما تدره من أرباح".

ويرى الباحث في العلاقات التركية - العراقية أن "من أهم الرسائل التي نجح العبادي في إيصالها إلى إردوغان عبر المؤتمر الصحفي وأمام الملأ هي قوله: (نحن مع تركيا في أزمتها النقدية) وأنا على يقين بأن إردوغان لن ينسى هذه العبارة".

واعتاد المسؤولون الأتراك في مقدمتهم إردوغان على تكرار الإشادة بالمواقف المتضامنة في كل مناسبة تستوجب ذكر تلك المواقف.

وواجهت الليرة التركية خسائر كبيرة أمام الدولار بفعل التوتر بين أنقرة وواشنطن.

ويذهب جليل إلى أن "تركيا هي الأخرى ستستفيد من زيارة العبادي وستوظفها في إطار مساعيها للخروج من طوق العقوبات الأميركية الأخيرة ضدها وما سببته من خسائر للاقتصاد التركي". ويوضح أن "تركيا بحاجة أولية إلى استمرار تدفق الدولار من العراق عليها عبر حركة الأموال المصرفية والصيرفية، وحركة التجارة، كما أنها بحاجة إلى بقاء العراق سوقا لمنتجاتها، بل وتطمح إلى زيادة الانفتاح على هذه السوق كما أكد ذلك إردوغان نفسه". 

وينبه الباحث المقيم في اسطنبول إلى أن "تركيا تحتاج العراق حاجة ماسة في حربها على حزب العمال الكردستاني وسعيها لإنهاء تهديده لأمنها ومصالحها القومية، وهو جانب كان العبادي واضحا ومطمئنا فيه".

البعد الإقليمي لزيارة العبادي

وتنفتح زيارة العبادي من بعدها الثنائي على بعد إقليمي يهم المنطقة كلها.

ويقول مرتضى الخطيب، الأكاديمي المتخصص في السياسة التركية، إن "حدوث توافق بين العراق وتركيا في هذه المرحلة ينسحب على ملفات مشتركة في المنطقة تخص إمكان العمل الأوسع على المشاركة في تأمين الحدود والحد من حركة الجماعات المسلحة أو الإرهابية التي تهدد أكثر من بلد في المنطقة ومنها حزب العمال الكردستاني وحلفائه، وحتى زمر تنظيم داعش الإرهابية، وسائر الفصائل المتشددة، لاسيما وإن تركيا معروفة بامتلاكها أجهزة أمنية قوية تستند إلى قواعد بيانات بأسماء الكيانات والأشخاص الخطرين في المنطقة".

ويجد الخطيب أن "التوافق العراقي – التركي يمكن أن يمتد للساحة السورية ويعكس المزيد من الهدوء المنشود في هذه الساحة التي تشغل  المنطقة والعالم منذ 7 سنوات، ليس بحكم الحدود المشتركة فقط، بل بواقع العلاقات العراقية – التركية مع القوى النافذة في الساحة السورية، وقد أثبتت التجربة أن القوى الإقليمية فاعلة أكثر من القوى الدولية في الأزمة السورية".

ويعبر الأكاديمي المقيم في اسطنبول عن اعتقاده بأن "التوافق بين بغداد وأنقرة قد ينعكس صداه في الخليج نظرا لتمتع العراق بقوة علاقات في بلدان خليجية وتمتع تركيا بقوة أخرى، وبالتالي يمكن للبلدين أن يكونا طرفين في حلحلة الأزمة الخليجية وإكساب المنطقة مزيدا من الهدوء والاستقرار اللذين تحتاجهما الآن أكثر من أي وقت آخر".

ويخلص إلى أن "ما انتهى إليه العبادي وإردوغان قد يسهم أيضا في مساندة إيران التي تشكل مع العراق وتركيا المثلث الأقرب في المنطقة لمواجهة زمن عقوبات أميركية جديد، لاسيما ان كل من العبادي واردوغان عبرا عن رفضهما لطروحات معاقبة الشعوب وسياسة الحصار".