هافتا بازار.. أسواق أسبوعية تركية يحبها العراقيون

تحقيقات وتقارير
  • 12-11-2018, 15:17
+A -A

اسطنبول – كتابة وتصوير: فراس سعدون


تأخذ ليلى الكعبي عربة التسوق وتذهب كل أحد إلى "باشاك بازار" السوق الأسبوعية في مقاطعة باشاك شهير إحدى أكبر مقاطعات شمال غربي اسطنبول والمفضلة لسكن الكثير من العراقيين والعرب في تركيا.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وتضم كل مقاطعة من مقاطعات اسطنبول المتوزعة على الجانبين الآسيوي والأوروبي للولاية سوقا أسبوعية أو أكثر تسمى "هافتا بازار" تستقبل المتبضعين مرة أو مرتين في الأسبوع.


وتأخذ البازارات الأسبوعية أسماءها، عادةً، من المناطق التي تقع فيها، مثل بازار فاتح نسبة إلى منطقة فاتح الشهيرة إحدى مراكز العراقيين والعرب عامة في اسطنبول.
ويختلف كل بازار عن الآخر بحجمه وتنوع السلع فيه، فبينما يكتفي بازار بعرض الخضراوات والفواكه على بسطات مغطاة بالخيم في زقاق فرعي ضمن محلة سكنية، يضم بازارا آخر المئات من نوافذ بيع المأكولات والمشروبات والملابس والأدوات المنزلية في مبنى مجهز بمختلف الخدمات.
وتقول ليلى، وهي ربة بيت عراقية تقيم في اسطنبول منذ سنوات، لمراسلنا هناك: إن "البازار فيه أشياء ما متوفرة بالمول.. أدوات شعبية نستخدمها بالبيت، ومواعين، وبردات، وملابس، واكسسوارات". وتضيف "الخضراوات والفواكه واللحوم والبيض والأجبان والسمك المشوي بطريقة تشبه الطريقة العراقية كلها تازة ويجيبوها بنفس اليوم، عكس المحلات القريبة من بيوتنا تبقى بيها أيام".


وتجد ليلى أن الأسعار المناسبة هي الدافع الآخر لتفضيل التسوق من البازار بخلاف المول أو مراكز التسوق الأخرى. وتبيّن "مرات أشتري قطعة ملابس بعشرين ليرة من البازار، وهي نفسها بخمسين ليرة بالمول". وتتابع ليلى وهي تضحك "الباعة اللي بالبازار يحبون العراقيين لأن يحسون عدنا فلوس، ويقدمونه هدايا حتى يكسبونه كزبائن، ويعرفون احنه راح نوصل الخبر بكَروبات الواتساب انه اكو فلان بائع زين بالبازار".
ويجد الرجال من العراقيين في البازارات ما تحتاجه منازلهم ويرضي ذوائقهم.


ويقول علي الموسوي، وهو عراقي يقيم في اسطنبول منذ سنوات لكنه جاء للتسوق لأول مرة من "باشاك بازار" بعد أن اصطحبه صديق يسكن قرب البازار، إن "هذا البازار مول شعبي حبيته كلش هواي". ويردف علي الذي كان يشتري "البامية"، وهو يتندر بقوله إن بعض العراقيين يجلبونها معهم إلى اسطنبول باعتبارها "صوغة" وهي "مكوّمة" هنا، إن "هذا البازار كبير ومنظم جدا ويتكون من طابقين واحد للمواد الغذائية والآخر للمواد المنزلية والملابس، وفيه مصعد، وموقف للسيارات، كما يخصص سيارات كبيرة تنقل الناس من مناطقهم إلى البازار، وبالعكس، كل نص ساعة تقريبا".


ويحجز الباعة في البازارات مواقع ثابتة أو متحركة تحمل أرقاما محددة يعطوها لزبائنهم كي يعثروا عليهم في حال تغيير مواقعهم وسط مئات الباعة. ويدفع الباعة بدل إيجار لمواقعهم أو يشترونها من إدارات الأسواق التابعة لبلديات المقاطعات.
ويعمل في البازارات باعة عرب وأجانب، بينهم عراقيون بشكل نادر، وسوريون بشكل محلوظ.
وتشارك هيفا، وهي سورية، في موقع "كارا كَمرك" لبيع الطرشي والمخللات.
وتقول هيفا "عندي الكثير من الزبائن العراقيين"، وتؤكد مبتسمة "العراقيون يحبون المخلل".
ويتنقل معظم الباعة بين أكثر من بازار على مدار أيام الأسبوع.


وتبيّن هيفا أن "هذا الموقع نؤجره وندفع مقابل كل طاولة فيه 50 ليرة، ولكننا اشترينا موقعا خاصا بنا في بازار منطقة كيا شهير". وتتابع أن "مبالغ الإيجار والشراء غير ثابتة وتختلف حسب البازارات وعدد الطاولات والموقع داخل كل بازار".
وتحتوي البازارات على عدد من المطاعم التي تقدم الفطائر الساخنة والمشويات والحلويات، وكثيرا ما تتحول تلك المطاعم إلى ملتقيات لمتسوقات من العراق ومختلف البلدان.
وتدرك المؤسسات السياسية والخدمية التركية أهمية مواقع البازارات حيث تنظم فعاليات على هامش التسوق بينها حملات انتخابية في أوقات الانتخابات.
ونصبت منظمة الهلال الأحمر التركي مؤخرا خيمة للتبرع بالدم في مدخل "باشاك بازار" نظرا لكثرة المقبلين على هذا البازار.