قمر تموز الدامي: العالم يترقب ومواطنون بكردستان لا يبالون

تحقيقات وتقارير
  • 12-11-2018, 15:17
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
صباح كوردستان:  باحث فلكي: " العالم سيشهد يوم الجمعة المقبل أطول ظاهرة كسوف كلي للقمر خلال القرن الحالي حيث ستستمر لساعة و43 دقيقة، وسينجم عن ذلك تغّير لون القمر في هذه المدة إلى اللون الأحمر أو اللون الوردي المائل للبني، بينما سيستمر الحدث الفلكي بالكامل لمدة تقارب الأربع ساعات"، موضحاً أن "خسوف القمر الذي يحدث عندما يمر القمر من خلال ظل الأرض، لا يتطلب أي معدات خاصة لرصده، وهو يعتبر من الأحداث الفلكية الآمنة للمشاهدة بالعين المجردة أو بالتلسكوبات والمناظير"    يشهد العالم أطول خسوف كلي للقمر في القرن الحالي إذ سيستمر لأكثر من 100 دقيقة، وهو ما يجعل الأمر مثار اهتمام الكثير من الناس عموما والمتخصصين بالفلك واسراره خصوصا، فظاهرتي الكسوف والخسوف ظلت محل اهتمام الانسان منذ آلاف السنين وكانتا لوقت طويل محاطتين بالغموض ما جعل الانسان ينسج حولهما الأساطير والقصص الخيالية. ويترقب عموم الناس في اقليم كردستان تلك الظاهرة بشغف، لكن مواطنين في الاقليم يرون أن الأمر غير مهم لهم طالما أنه لن يغيّر شيئاً في حياتهم. يقول الباحث الفلكي دلير الأسعدي إن "العالم سيشهد يوم الجمعة المقبل أطول ظاهرة كسوف كلي للقمر خلال القرن الحالي حيث ستستمر لساعة و43 دقيقة، وسينجم عن ذلك تغّير لون القمر في هذه المدة إلى اللون الأحمر أو اللون الوردي المائل للبني، بينما سيستمر الحدث الفلكي بالكامل لمدة تقارب الأربع ساعات"، موضحاً أن "خسوف القمر الذي يحدث عندما يمر القمر من خلال ظل الأرض، لا يتطلب أي معدات خاصة لرصده، وهو يعتبر من الأحداث الفلكية الآمنة للمشاهدة بالعين المجردة أو بالتلسكوبات والمناظير". أما عن تسمية القمر الدامي الذي سيشاهد بوضوح يوم 27 تموز الجاري في العراق ومعظم الدول العربية، يقول الأسعدي إن "تسمية القمر الدامي هو مصطلح إعلامي أكثر من كونه مسمى فلكي وهذه التسمية تطلق على القمر عند حدوث الكسوف الكلي ويعود ذلك إلى نفاذ طيف الشمس الأحمر ذو الطول الموجي العالي إلى جو الأرض يصاحبه تشتت الطيف الأزرق ذو الطول الموجي القصير"، موضحاً أن "سبب حدوث ظاهرة القمر الدامي (ميل القمر إلى اللون الأحمر الداكن) خلال الخسوف فتعود إلى كون القمر أقرب ما يكون إلى الأرض، والسبب وراء احمرار لون القمر هو الغلاف الجوي للأرض، الذي يعمل على تشتيت أشعة الشمس وينشرها على وجه القمر". ويضيف الأسعدي "يعتمد أفضل وقت لمشاهدة الظاهرة كاملة على المنطقة الجغرافية، ولذلك فإن مشاهدة الخسوف من البداية حتى النهاية ستكون في مناطق الشرق الأوسط وشرق أفريقيا والهند ووسط آسيا، وسيبلغ الخسوف ذروته في الساعة الحادية عشرة و21 دقيقة ليلاً، بتوقيت أربيل"، مشيراً إلى أن "من سيرصد ظاهرة الخسوف سيتمكن أيضاً من مشاهدة كوكب المريخ لأنه سيكون في أقرب نقطة من الأرض خلال 15 عاماً وسيبدو أكثر وضوحاً مما هو عليه في العادة بنحو عشر مرات". وعن الظواهر الفلكية الأخرى التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة يقول الأسعدي إن "ظاهرة الزخات الشهابية تمثل حدثا فلكيا مثيرا، إذ تبدو وكأن الشهب تنطلق من نقطة واحدة في السماء الصافية ليلا"، مشيراً إلى "أنها تنشأ عن دخول تيارات من الحطام الكوني "النيازك" الغلاف الجوي للأرض بسرعات عالية وفي مسارات متوازية". وأوضح أنه "يمكن رؤية كل الشهب بالعين المجردة، بشرط صفاء السماء والبعد عن إضاءة المدينة كي يمكن رؤيتها واضحة في السماء حيث سيشهد يوم السبت المقبل المصادف 28 تموز الجاري حدوث زخة شهب دلتا الدلويات، وخلال يومي ١٤،١٣ آب المقبل ستكون هناك زخة شهب البرشاويات، وفى 8 و9 تشرين الأول سوف تحدث زخة شهب التنين، و21 و22 من الشهر ذاته ستحدث زخة شهب الجباريات، وفي 5 و 6 تشرين الثاني المقبل سوف تنطلق زخة شهب الثوريات، أما يومي 17 و 18 من الشهر نفسه ستحدث زخة شهب الأسديات، وزخة شهب التوأميات ستحدث يومي 13 و 14 كانون الأول، فيما يختتم العام بزخة شهب الدب الأصغر يومي 22-21 كانون الأول بإذن الله". وأضاف الأسعدي أن "ظاهرة الخسوف الكلي للقمر ستتكرر مرة أخرى في 21 من كانون الثاني المقبل وستستمر لمدة ساعة ودقيقتين فقط، علماً أن القرن 21 سيشهد 228 حالة خسوف للقمر". وعن رأي الدين الإسلامي في ظاهرتي الكسوف والخسوف يقول فضيلة الشيخ سرود المفتي إمام وخطيب مسجد باغي بهشت (جنة الفردوس) في أربيل إن "أفضل ما يمكن الاستشهاد به عن رأي المسلمين بهاتين الظاهرتين هو قول رسول الله: الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا، وصلوا حتى ينجلي، وفي رواية لمسلم: آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده. فهذا ما قاله وأمر به صلى الله عليه وسلم رداً على قول بعض الناس -لما كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم-قالوا: إنها كسفت لموته. فبين أن حكمة ذلك تخويف العباد كما يخوفهم تعالى بسائر الآيات كالريح الشديدة والزلازل والبراكين". وأضاف المفتي أن "ما يتداوله الناس من معلومات مغلوطة عن ارتباط ظاهرتي الكسوف والخسوف بكثرة الذنوب والمعاصي لا أساس له من الصحة، لأن علماء الفلك قديماً وحديثاً يعلمون مسبقاً وقت حدوث الكسوف والخسوف في اليوم والساعة بل وحتى في الدقيقة وفي مكانه وشكله وحجمه ولا يمكن حسياً أن يحدث الكسوف في غير أوقاته المقدرة"، مبيناً أن "القول بأن حوادث الكسوف والخسوف كثرت في هذا العصر بسبب المعاصي والفتن قول يحتاج إلى دليل شرعي أو حتى حسي، إذ إن الواقع المشاهد والمرصود لحوادث الكسوف والخسوف دل على خلاف ما ذكر. وكما أن عدد هذه الحوادث غير مرتبط بموت أحد أو حياته كما دلت على ذلك النصوص". ويرى مواطنون أربيليون أن ظاهرة الخسوف لن تؤثر على سير حياتهم اليومية ولذلك فهم غير مهتمين بمراقبتها ويقول دلشاد جلال وهو بائع متجول في أربيل إن "الناس يشترون مني بطاقات إعادة شحن الرصيد لهواتفهم وقناني الماء البارد والعصير ولا أتوقع أن تزيد مبيعاتي مع حدوث الخسوف لذلك لا أهتم، كما أن تعب حرارة شمس النهار ستجبرني على النوم مبكراً ولن أنتظر الخسوف عندما يحدث ليلاً". بينما يعتزم عماد فوزي الذي يقيم في أربيل مراقبة ظاهرة الخسوف كاملةً معللاً ذلك بقوله:  "سأراقب الخسوف من بدايته إلى نهايته لأنني سأسهر فوق سطح المنزل منتظراً ضخ الماء من البئر كما تعودنا في كل ليلة حتى يمتلئ خزان الماء بدلاً من انتظار السيارات الحوضية التي تبيع الماء لمن لا يحالفه الحظ في ملء خزانه عندما يضخ عامل البئر الماء بشكل مفاجئ قبيل الفجر". وأوضح فوزي أن "انشغال الناس بالبحث عن لقمة العيش ومعاناتهم من نقص الماء والكهرباء جعلهم ينصرفون عن متابعة أمور نادرة الحدوث كالظواهر الفلكية وبينما تستعد دول العالم لرصدها نكتفي نحن برصد مواعيد تشغيل المولدة ومراقبة ساعة ضخ الماء وحساب مواقيت مجيء شاحنة القمامة". وتوقع فوزي ضاحكاً أن يدفع تكرار ظواهر الخسوف والكسوف خلال السنوات المقبلة التجار الى التفكير باستيراد بضائع صينية "ليقتنيها الناس في مثل هذه المناسبات كالنظارات الواقية أو التلسكوبات أو بعض الاكسسوارات". ومع كثرة الظواهر الفلكية التي ستشهدها الأيام القليلة المقبلة يبقى المواطن البسيط غير مبالٍ لانشغاله بالبحث عن قوت يومه مع ارتفاع حرارة الصيف ونقص الخدمات وصعوبات الحياة الأخرى التي تجبره على التحديق في الأرض بدلاً من أن يرفع رأسه نحو السماء.