رسائل العراق من البصرة

مقالات
  • 15-01-2023, 08:24
+A -A

حسين علي الحمداني
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
بعد عقود طويلة من غياب الحضور العربي الفعال في الساحة العراقية وجدنا خليجي 25 في بصرتنا الفيحاء، فرصة كبيرة لإعادة قراءة العراق من جديد من قبل الأشقاء الخليجيين ومن خلالهم لكل العرب والعالم.
هذه القراءة الواقعية للعراق من خلال الحضور الكبير والتفاعل الأكبر بين الشعب العراقي وضيوف العراق، الذين أعربوا عن مدى دهشتهم لما شاهدوه من تنظيم واستقبال جماهيري وتطلع عراقي شعبي وجماهيري من أجل أن يرى الجميع الصورة الحقيقية للعراق، تلك الصورة التي ظلت ترسمها التقارير الإخبارية بالطريقة التي تريدها لا بالطريقة التي نعيشها واقعيا، لهذا نجد أن تنظيم العراق لبطولة خليجي 25 ليس إنجازا رياضيا فقط، بل هو يحمل أبعادا كثيرة في مقدمتها أن يرى العالم قدراتنا على صناعة الفرح وتجاوز الصعاب وتنمية البلد وصناعة الأمن والاستقرار والحفاظ على المنجزات التي تحققت.
الجانب الأكثر أهمية يكمن في أننا أنجزنا ملف البطولة والكثير من البنى التحتية لمدينة البصرة في وقت قياسي وبنزاهة عالية، وهذا يعني أننا يمكن أن نفعل ذلك في كل مدننا العراقية، وأن نضع خططاً تنموية من شأنها أن تجعل من العراق محطة مهمة في الفعاليات الفنية والرياضية، وحتى التجمعات الاقتصادية والسياسية، خاصة إذا ما توفرت الإرادة السياسية، وعلينا أن نستثمر ما أنجز في خليجي 25 ليكون حافزا ليس للبصرة فقط، بل كل محافظاتنا العزيزة. خاصة أن نجاح تنظيم البطولة في العراق والحفاوة الكبيرة، التي استقبل بها أبناء العراق ضيوفهم رفعت الكثير من حواجز الخوف والرهبة والتردد التي كانت مسيطرة على أبناء الكويت وقطر والسعودية واليمن والإمارات وسلطنة عُمان من زيارة العراق، مرورا من البصرة وصولا لباقي المدن العراقية، خاصة أن تفعيل السياحة في العراق يجب أن يكون من أولويات الحكومة لما له من تأثير كبير على الاقتصاد العراقي من جانب، ومن جانب ثانٍ يساعد كثيرا في رسم صورة أبهى لبلد الحضارات وشعب تحدى الصعاب في زمن قياسي.
ولعلنا سنجد من أولى ثمرات نجاح خليجي البصرة أن العراق سيكون واجهة مهمة لأبناء الخليج العربي، سواء في السياحة أو الاستثمار، خاصة أن البصرة أرض خصبة ومهيأة لجذب الكثير من الاستثمارات بحكم موقعها الجغرافي ومواردها البشرية، وهذا ما يعني أن هنالك عشرات الآلاف من فرص العمل لشبابنا من جهة، ومن جهة ثانية أن تتحول البصرة إلى محطة جذب للمستثمرين العرب 
والأجانب.