بعض تفاؤل

مقالات
  • 3-11-2022, 07:35
+A -A

 نرمين المفتي

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
لا أريد أن أتفاءل كثيرا، وبانتظار نتائج المئة يوم الاولى من عمل الحكومة الجديدة، لكن ما قاله رئيس مجلس الوزراء في مراسم الاستلام والتسليم والاجتماع مع المجلس، والذي عقده يوم الجمعة الماضي كدلالة بأن حكومته ستعمل ليل نهار وفي أيام العطل، وهنا نتمنى أن يعاد النظر بأيام العطل الكثيرة في العراق، زرع بعض الامل. اذ قال إن الولاء الأول للعراق، «مع الاحترام لعناويننا السياسية الثانوية» قول ينفع أن يكون شعار المرحلة وهدفها، وتوجيهه بمنع تعيين أي مدير مكتب من خارج الوزارة، وأشار إلى أن حكومات سابقة كانت توصف بحكومات مدراء المكاتب. وأشار إلى أن «صبر الشعب وتضحياته ستكون حاضرة أمامنا».. ووجه في الجلسة الأولى الاهتمام بالمكتب الإعلامي في الوزارات، على أن يتابع الوزراء مباشرة ما يكتب مع الاستماع إلى النقد البناء.. 
لقد كتبنا كثيراً على مدى السنوات السابقة ولم يقرؤوا، وربما فعلوا ولكن بدون أدنى اهتمام، وفي مرة أرسلت مقالا به اقتراح مهم لزميل صحفي من الموقع الرسمي لرئيس مجلس الوزراء، من خلال نافذة الرسائل ولم استلم حتى جواب شكر، ولم يتم الاتصال بالزميل الذي كان بريده الالكتروني ورقم تلفونه ضمن مقاله، الذي أعتقد بأنه كتبه لأجل خطوة صحيحة في وزارة ما. إ ما اشار اليه الصحفيون على مدى السنوات الماضية، لو تمت قراءته لكان الوضع قد تحسن بشكل أو بآخر.. ولو قرأت الجهات المختصة واهتمت بوثائق الفساد والنقد البناء بدلا أن يجيشوا جيوشهم الالكترونية ضد هذا الصحفي أو ذاك أو الدفع لبعض الصحفيين الطارئين على المهنة للكتابة عن (منجزات) وهمية، ايضا لكان الوضع قد تحسن نسبيا. ووجه السوداني، أيضا، أن التعامل مع البعثات الدبلوماسية واللقاء مع السفراء العرب والأجانب في ضمن السياقات الرسمية، وهذا توجيه كان مطلوباً وضروريا. 
يحتاج العراق والعراقيون إلى أمل وبعضه يتحقق بخطوات هذه الحكومة.. طبعا لاأقول بأن في الحكومات السابقة افتقرت إلى الكفاءات والجيدين، لكن اليد الواحدة لا تصفق.. ولا أقول إن على الحكومة الجديدة أن تحل كل المشكلات وتقضي على الفوضى، سواء في القرارات أو في التعيينات أو في ازدياد عدد الجامعات الأهلية، هذه المشكلات غيض من فيض، فهي قطعا لن تتمكن من هذا الفعل، مهما كانت مصرّة ونزيهة وغير ناسية لصبر العراقيين ومعاناتهم وتضحياتهم امامها، فهي لا تملك عصا سحرية والتركة ثقيلة جدا، لكنها تستطيع أن تضع القطار على السكة وكما اسلفت تمنح بعض الأمل للعراقيين، على هذه الحكومة أن تصر على تطبيق القوانين على الجميع.. وللمثال وليس الحصر فاجعة انفجار صهريج الغاز في موقف في منطقة سكنية قرب مقهى وملعب، وتسبب باستشهاد تسعة وجرح اكثر من عشرين وفي غالبيتهم من الشباب، فالقانون يمنع دخول الشاحنات والصهاريج إلى داخل المدن الا بعد منتصف الليل حتى الفجر، إن عدم تطبيق القانون، إرهابٌ داخلي آخر لا يختلف عن إرهاب الفساد، وهنا في تأثيرهما اكبر من الارهاب الظلامي، لانهما يستهدفان بنية المجتمع. ونأمل أن يقل عدد مركبات مواكب المسؤولين، التي تكلف خزينة الدولة الكثير وألا تتسبب هذه المواكب في الزحام الذي في أساسه موجود ومتعب.. سمعنا الكثير سابقا وآن الأوان من حكومة تأخر تشكيلها سنة أن تعمل وأن تترك عملها تتحدث 
عنها.