ملعب الكشافة.. تاريخ حافل وإهمال مقصود

رياضة
  • 3-08-2022, 11:03
+A -A

بغداد- واع
ملعــب الكشــافة إرث حضــاري بالــغ الأهمية فــي تاريــخ العراق الحديــث، وبداية لنهضة رياضة جديــدة، وفق أطــر مدنية، فمنذ تأسيســه فــي بدايــة ثلاثينيــات القــرن الماضــي فــي منطقــة الكسرة، وهو الملعب الوحيد الذي بقي في ذاكرة العراقيين، الذين شــهدوا أزمنــة تألقه، حـين كان يحتضــن المباريات الكبيرة بين الفريــق العراق والفــرق العربية والأجنبيــة، ومباريــات الــدوري العراقــي، ولعــل المبــاراة الأكثر خصوبــة فــي الذاكــرة، وظلــت تتناقــل من جيل إلى جيــل اللقاء المثيــر بــن المنتخبــين العراقــي والسوري في بطولة كاس العرب فــي العــام 1966. 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
الحديث يطول عــن تاريــخ عــن هــذا الصرح الرياضي الكبير، الذي ترك اثرا طيبا باتجاه كرة القدم إلى جانب ألعاب الساحة والميدان في نفوس اهل الكسرة، فكلما ذكرت الكســرة اســتعادت ذاكرة ملعب الكشــافة في زمن تألقــه البهي، ثم ما آل إليه الآن من إهمال شبه متعمــد وتمثال اللاعــب جمولي آيل للزوال. 
وقال الكاتــب والمهتم َّ بالشــؤون الرياضيــة منعم جابر، في تصريح نقلته صحيفة الصباح وتابعته وكالة الانباء العراقية (واع)، إن " ملعــب الكشــافة الوحيــد والأشــهر في بغداد قبل انشــاء ملعب الشعب ولم يسحب بساط الاهتمام به وبعدها تأسست ملاعب في بغداد والمحافظــات تحت اســم الادارة المحلية، واصبح قسم منه، الاول لألعاب الســاحة والميــدان، حيث كانت تجــري تدريبات طلبة كلية التربيــة الرياضية والمســابقات المدرســية، الــذي نفتقدهــا فــي الوقــت الحاضــر، أمــا الملعــب الثاني فقــد أهمــل بالكامل منذ الحرب العراقيــة الايرانية، بعد ان ســقط العمود الضوئي، وظل مطروحا على الارض ولم تحرك كل الجهــات المعنيــة ســاكنا في اصلاحه فــي حينه، ولم تصلحه حتــى هــذه الســاعة". 
ملعــب الكشــافة بــات أرضــا جــرداء، وغــاب عنهــا اللــون الاخضــر البهيــج وكراســي المتفرجــين مهشــمة تمامــا، أمــا القاعــات فقد لا مســها الخراب في أبشــع صــورة ممكــن مشــاهدتها، أما تمثال جمولى اللاعــب الاول في العــراق، فقــد أهمل تمامــا، ولم يعد أحد يتذكره إلا كبار الســن، على الرغم من انجازاته الكروية الكبيــرة ، الحاجــة اصبحــت ملحة لإعادة الحياة والرونق إلى الملعــب الاول والثانــي، وضرورة تحديــث بنائهن وفق الأســاليب الحديثــة، وإضافة أبنية وقاعات جديدة. كمــا تجــري فــي العالــم اجراء تغييــرات في ملاعبهــا للحفاظ على وجودها، ذكريات الكشــافة مفعمــة بتاريــخ مشــرق و لوزارة التربيــة هــي الآن المالــك لهــذا الصرح، لذا تقع عليها مســؤولية رفــع الإهمــال عنــه وإزالــة آثار الخــراب عــن وجهــه، وممكــن ان تعتنــي بــه الــوزارة، وتعيــد بنــاءه والاهتمــام بــه وتوفيــر المســتلزمات، بحيــث ينهــض مــن جديد بحلــة أخــرى، لتكون حافزا لإثــراء الرياضة العراقية بلاعبين، فالمطالبــات بدأت من العام 2011 ولم نر ما يؤشــر الى جدية في العمــل، يامل المهتمون بالرياضــة وتطويرهــا إلى إبداء الاهتمــام والرعايــة الــى هــذا الملعــب العريق بتاريخــه وأبطاله الرياضيــين الســابقين، إن تأهيل ملعب الكشــافة بمنشــآته الحيويــة لا يقــل أهميــة عــن تأهيل شــارع المتنبــي، فكلاهما صــروح تاريخيــة مهمــة فــي الاثريــن الحضــاري والمدني في العراق.