سفراء العقول أم عقول السفراء؟

مقالات
  • 5-07-2022, 23:01
+A -A

د. محـمد وليد صالح 
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
التبادل والتلاقح الثقافي وتعزيزه عملياً لفتة بارعة وتظاهرة عالمية عامرة ممزوجة بالفخامة، تمنح الحدث التأريخي زخماً لا يمكن الاستهانة به، بوصفه جسراً ووسيلةً رائعة للقاء تيارات الثقافات العربية والعالمية والتفاعل بينهما لتغيير الموازين كافة، لترسيخ القيم الإنسانية السامية وخلق أواصر الصداقة وتقدير دور هؤلاء النجوم، فضلاً عن تعانق المشاعر والإنجازات وتناثر حولها كلمات العشق المترعة بالإبداع والتميز. 
إذ إن أوضاع المثقفين وواقع الثقافة العربية المندوبة بالمأساة والمعاناة والتهميش، المنعوتة بالمحن والنكسات والترهل المؤسسي والكبت السلطوي، الذي يعم أغلب البلدان، والانبهار بالثقافة المتقدمة المستوردة والطلب عليها للقضاء على شعور هذه الشعوب بالسخرية والتخلف واليأس والهزيمة، إذ تعد الثقافة الخطاب الأكثر نفاذاً إلى العالم في نقل الصورة الذهنية وتشكيلها إلى الشعوب الأخرى، وإمكانية التفاعل الحي مع الحضارات الوافدة على أساس إحساسنا بواقعنا في الأرض والتأريخ والمجتمع، من أجل إعادة تكوين نوع عقل الإنسان، سواء أكان عقلاً مشدوداً إلى الخلف أم جامداً في مكانه أم قادراً على التطلع بأمل إلى مستقبل 
أفضل.
ولتكريمنا ضمن سفراء المجد لعام 2022 الذي شملت لوحاته على (800) شخصية تضم نخبة منجزة علمياً وثقافياً وإعلامياً واجتماعياً على مستوى العالم في مهرجان جمعية المترجمين العرب، أبحرت بهم سفينة قادها الربان الماهر عامر العظم والمُلهم رُقياً وحداثة وسباقاً مع الزمن ذابت فيه حدود (200) دولة، لا سيما إحدى الركائز الأساسية لدفع عجلة التقدم في المجالات شتى، وهي تتمتع بكامل حقوقها الاجتماعية والسياسية، فالمرأة اليوم ليست شريكاً في اتخاذ القرار، بل صانعة له ولأنها حاضرة بقوة منحت كل الدعم والثقة والاعتزاز والتشجيع، التي قرعت أجراس خلود المشهد التكريمي السابع.
فمعايير الجمال تجسدت في لوحات جعلت منها ناجعة بالمقاييس الكاشفة عن صورتنا الحقيقية، تمتزج بكل الأحاسيس الفياضة وتسمو النفوس العالية في سماء الإبداع، متانةً وصلابةً وعنفواناً وعزماً وتصميماً على العمل الخلّاق والإنجاز المتميز لهذه الأطياف والجنسيات المتنوعة عبر العالم، ووجها من وجوه العدالة والإنصاف لإشاعة الفرح والسرور في نفوس أولئك الذين تعبوا، حتى وجدوا ثمار تعبهم تُجنيه جمعية "واتا"، صاحبة هذه المبادرة بكل تقدير واحترام وشفافية ومصداقية في ريادة هذا الحدث الفريد من نوعه، وغير المسبوق الكفاية والابتكار والطموح غير المحدود من رؤية وميثاق ثقافي عربي دولي ورصيد حضاري زاخر.
وتزداد قيمته وأهميته ومردوده لكل القامات الإبداعية المكرمة ليرتشفوا من رحيقه وجمال لوحاته، وما تحمله من الرسائل المباشرة وغير المباشرة في بيئة التنافس للانبعاث الحضاري، وولادة المشهد الثقافي الإبداعي العربي والعالمي الجديدة في المستقبل.