سوق دانيال.. شواخص بابلية تحتفظ بهويتها التراثية

تحقيقات وتقارير
  • 3-07-2022, 13:04
+A -A

بابل - واع – احمد جنجون

سوق دانيال واحد من المواقع التاريخية الشاخصة، تحكي حقبة مهمة من تاريخ العراق، إذ مازال السوق يحتفظ بذكريات مهمة، وشاهد على حقبة من الانسجام والتعايش السلمي بين المسلمين واليهود.

  يقع سوق دانيال في القصبة القديمة  لناحية الكفل 30 كم جنوبي المدينة، وهو من أشهر الأسواق التراثية في عموم العراق الذي تعود ملكيته حالياً الى ورثة العراقي مناحيم صالح دانيال من  الطائفة اليهودية ويدار من قبل وزارة المالية دائرة عقارات الدولة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

ولتسليط الضوء على أهمية السوق للتعرف على هذا الأرث التاريخي: يقول مدير مفتشية آثار بابل، حسين العماري، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "أهم ما يميز سوق دانيال هو طرازه المعماري على شكل اقواس، والبناء مكون من عقود مدببة يحتوي كل عقد على قبوات تخترقها فتحات للتهوية". 

وأوضح، أن "التصميم المعماري للسوق على شكل حرف T ويضم 81 محلاً وبطول 91 متراً وبارتفاع 8 أمتار"، مبيناً أن "أهم  المواد المستخدمة في بناء السوق، هي مادة الآجر والجص والنورة، ما جعل السوق بارداً في فصل الصيف".

وأشار إلى، أن "السوق شيد في حينها على ضفاف نهر دجلة ليكون مركزاً تجارياً في فترة الدولة العثمانية وميناءً لنقل البضائع"، منوهاً بأن "السُكَّر والأقمشة والصوف والتبغ والتمور، أهم البضائع التي أشتهر بها تجار سوق دانيال".



وأضاف العماري، أن "سوق دانيال  مجاور لمرقد نبي الله ذو الكفل الذي  أنشئ خلال الحقبة البابلية الحديثة 597 ق.م، من بعدها أصبح المكان لتجمعات الطائفة اليهودية، بالإضافة إلى أنه ملاصق لمسجد النخيلة". 

وأكد، أن "وزارة الثقافة جادة بفتح ملف ادراج مرقد نبي الله ذو الكفل وسوق دانيال أمام منظمة اليونسكو لضم هذا الإرث إلى لائحة التراث العالمي بعد نجاح انضمام مدينة بابل الاثرية".

 ولفت إلى "وجود بعض المخالفات من قبل الاهالي بعد بناء دور سكنية ملاصقة للسوق، بالإضافة إلى رمي الانقاض والنفايات داخل السوق وعلى اسقفه ، الأمر الذي أنهى اي خصوصية للسوق، هذا من جهة، ومن جهة اخرى هناك تدخلات من جهات رسمية أسهمت بتغيير صنف بعض الأراضي العائدة للسوق لتنظم إلى مسجد النخيلة". 



وبين العماري،أنه "جرت على السوق أعمال صيانة في ثمانينيات القرن الماضي، وآخر أعمال صيانة جرت في العام 2008 لصيانة بعض الانهيارات والتشققات، وقسم آخر جرت عليه أعمال وقائية من قبل الهيئة العامة للآثار".

محمد الموسوي من سكنة مدينة الكفل، الذي تجاوز عمره ال60 عاماً، و لديه محل داخل سوق دانيال لبيع المواد الغذائية، يقول، إن "أحد أسباب انهيار بعض أجزاء السوق كانت بسبب أنابيب الماء التي وضعت تحت المحال، وحدوث كسر في تلك الانابيب وعدم ملاحظتها وتصليحها إلا بعد فترة طويلة".



 وذكر أن "سوق دانيال له أهمية كبيرة حيث يعد الشريان الرئيس لقضاء الكفل، حيث يربط الدوائر الحكومية مثل مركز الشرطة والمحكمة وبعض الأحياء من جهة والمستشفى والبلدية وباقي الأحياء السكنية من جهة أخرى". 

وأضاف، أن "السوق لم يعد يطل على نهر الفرات مباشرة، بل توجد مسافة كبيرة تفصل بينهما، تكوّنت بسبب الترسّبات وتقليص النهر". 




فيما أكد، محمد جواد وهو صاحب محل داخل السوق لبيع الاقمشة، أن "الجهات المعنية تمنع أصحاب المحال من ترميم وصيانة تلك المحال، خصوصاً ان بعضها شهد سقوط السقف وتآكل الجدران".