وضَّاح فارس.. فنَّان متعدد الوجوه

ثقافة وفن
  • 20-06-2022, 08:03
+A -A

   باسم عبد الحميد حمودي
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وضّاح فارس فنان عراقي تعايش مع الحرية حيث يكون، واهتمَّ بـ (تنفيذ) أنموذج الحرية في حياته الشخصيَّة، فهو رسَّام وفوتوغرافي  ومصمم وخطاط، وقد قام بالتمثيل لأشهر في مسرح نضال الأشقر وبدعوة 
منها.
ولد وضّاح في بيروت لأبٍّ عراقيٍّ وأمٍّ حلبيَّة، وأقام منذ ولادته في أربعينات القرن العشرين في بيروت حانياً عليها محبَّاً لها لا يفارقها إلّا لباريس أو لندن ثم يعود إلى مدينته الأثيرة التي يعشقها.. بيروت.
تتكوّن لوحاته من عشق يتجلى صافياً وموحشاً في فضاءات تشي بالقتامة والبهرجة في آن، لكنَّه اهتمَّ إلى جانب اللوحة الناطقة بالحب والضياع معا بفن البورتريه، فصنع أعمالا عدة لوجوه الفنانين والكتاب المشهورين مثل هنري زغيب، ونضال الأشقر، وغسان كنفاني،  وأنس الحاج، وعشرات غيرهم.
صنع وضّاح فارس من هذه البورتيرهات معارض عدة في بيروت وباريس، ما زال حيث قدم بيروت مدينة حضاريَّة استباحها الإرهاب الصهيوني تارة وسواه تارة أخرى.
أجرى وضّاح فارس في معرض سمَّاه (زهرات من شارع المتنبي) عرضاً استعادياً لبيروت وهي  تعيش تجاربها في الإحاطة بالحرية، وقدم فارس سرداً أجتماعيّاً وسياسيّاً وثقافيّاً لبيروت ووجوهها وتجاربها عند الروشة والكاليريهات المكتظة وشارع الحمرا ونجومه ومسارحه والروشة وزهو العشاق بها.
يقول أنس الحاج  في واحدٍ من معارض وضّاح إنَّ العلاقة بين الكاميرا والتصوير لم تتخذ شكل الاحتراف بل الحب عام 1973، وهو في معرضه عن (بيروت مدينة لرغبة العالم) عام 1960، إذ قدم مدينة من زمن الخصب والنماء فضلاً عن توثيق مهرجانات بعلبك، ووجوه الأدباء والفنانين.
قدم وضّاح فارس في الكويت عام 1969 معرضاً في الكرافيك، وصنع معارض عدة في براين وباريس فضلاً عن المدينة التي أحبها.. بيروت.
وضّاح فارس أيضا رجل مغامر انتقل عن طريق الأوتو ستوب من برلين بعد أن باع صور معرضه إلى بيروت مرة أخرى، ولكنه في البحر دفع ثمن التذكرة 
مضطراً.
في شبابه عمل مصمماً في جريدة النهار ومجلة الحريَّة ورسم غلاف ولوحات كتاب غسان كنفاني القصصي (موت سرير رقم 12). كل هذه التجارب في الرسم والفوتوغراف والتمثيل والكرافك قدمت لنا وجوه الفنان العراقي – البيروتي.