الأنمي.. رسوم متحركة تتطلب مراقبة أسرية ومتخصصون يوجهون عدة نصائح

تحقيقات وتقارير
  • 28-05-2022, 20:06
+A -A

بغداد- واع- هندرين مكي
تمكنت الصور المتحركة بتقنياتها الحديثة ولغتها المبسطة والسلسة والهادئة أن تصل إلى مخيلة ومشاعر وأفكار جمهورها المستهدف من الأطفال بطريقة أسرع مما لو كانت من ذويهم وأقرانهم، ويمثل (الأنمي) نوعاً أثبت حضوره في هذا الإطار بعد أن بدأ على نطاق ينحصر بدولتي اليابان وكوريا قبل أن يتوسع محبوه حول العالم بعد أن نجح صناعهُ بإيجاد نوع جديد يجذب هذه الفئة من العائلة.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وكما للأنمي نقاط إيجابية تنعكس على الأطفال والمراهقين في المجتمعات الشرقية كالتوعية بالسلوك الحسن والسعي لطلب العلم والمعرفة واعتماد الهدوء والتصرف السليم سبيلاً للتعامل مع المشاكل التي تمر بالصغار والمراهقين، إلا أنه يدفع في بعض الاحيان للعنف والقتل وعادات غير مألوفة لدى المجتمع العراقي، بالاضافة الى أنه يستخدم لاغراض تهدف لتغيير عادات المجتمعات وضرب قيمها وتقاليدها والتي من الممكن أن تتسلل إلى الأطفال أن لم يراقب ذووهم ما يشاهدونه أولاً بأول.
ويقول سعد حسين والد أحد الأطفال لوكالة الأنباء العراقية (واع )؛ إنه "يبذل جهدا كبيرا في مراقبة ما يشاهده ولده البالغ من العمر 14 عاما، بسبب شدة ولعه وانجذابه للغموض الذي يخيم على هذه الشخصيات والتي عادة ما تجعله يتصرف بشخصياتهم  في الكثير من المواقف".
ويضيف، أن الامر الغريب أن ولده ينتظر من الآخرين أن تكون ردود فعلهم مثل هذه الشخصيات التي يشاهدها عبر الرسوم المتحركة (الأنمي)، وهذا الأمر لا يحصل مما يسبب له خيبة أمل  تعقبها حاله من الاكتئاب".
بدورها تقول زينة فاضل والدة أحمد، الطالب بمرحلة الإعدادية لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "ابنها البالغ من العمر 17 عاما لم يخرج كثيرا من المنزل خلال الفترة الاخيرة، إلا للاعمال الضرورية، بالاضافة الى أنه ابتعد عن أصدقائه وممارسة الهويات التي كان يفضل أن يفعلها وذلك بسبب وقته المخصص لمتابعة كارتون (الأنمي)".
وعن دور وزارة الاتصالات في الرقابة على المحتوى، يؤكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة رعد المشهداني لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الوزارة تتابع وتحث باستمرار على أهمية مراقبة الأهل لأولادهم بما يختارونه من محتوى".
ويردف بأن "الوزارة لا تستطيع أن تمنع أي مواطن من الدخول إلى روابط ومواقع وتصفح صفحات رسمية أو غير رسمية".

الثقافة: نحتاج مستلزمات لمراقبة المحتوى
ويقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة أحمد العلياوي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الوزارة بحاجة إلى ميزانيات ومستلزمات كبيرة لمراقبة المحتوى".
ويضيف، أن "الأطفال عبر شاشات التلفزيون والأجهزة الذكية كالهواتف والأجهزة اللوحية كالتابلت والأيباد أمام الكثير من المشاهد عبر القنوات ومواقع الإنترنت والتي تطرح أفكاراً ورسائل مختلفة والكم الهائل الموجود يجعل من الصعب مراقبته في ضوء ما يتوفر حالياً من إمكانيات".

تأثير "الأنمي" الصحي ومشاكله النفسية

دكتورة الطب النفسي ابتهال محمد تؤكد لوكالة الانباء العراقية (واع)، أن "شخصيات الأنمي الكارتونية من سلسلة الاكشن والخيال والدراما وحتى الرومانسية والعاطفة والحب والصداقة جميعها تساعد الطفل على الإدراك المبكر، إلا أنها تؤثر به عندما يصطدم بمجتمعه، فهذه الشخصيات الكارتونية ترافقه لوقت طويل وتأخذ من مخيلته مساحة واسعة تجعله يعيش بالوهم".
ونصحت محمد ذوي الأطفال "بالحرص على إبعادهم عن التعمق بالشخصيات الكارتونية أو الخضوع لاهتمامات تسلب الطفل أو المراهق مخيلته لكي يكون قادرا على الفصل بين الواقع والخيال بينما سيكون الطفل أو المراهق فريسة سهلة لكارتون (الأنمي) والدخيل على عالمه الذي لا يشبه بيئته التي ربما يشوبها الضعف الاسري من مشاكل الأم والأب وانقسام داخل عائلته كالطلاق والفقر والتشتت وغيرها من المشاكل الأسرية". 
وختمت قولها بأن "الطفل والمراهق يجب أن يأخذ من شخصيات الكارتون الجانب الحسن ويسمح له بمشاهدتها لوقت قليل جدا لمتابعتها والاستعانة بدلا عنها بالمسرحيات والأعمال الحية او اقامة العلاقات الاجتماعية او الذهاب نحو اكتشاف المواهب والعمل على تنميتها وتشجيعها حيث ستكون خيارات موفقة تحافظ على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين".
بدوره يؤكد الدكتور خالد البصيصي المتخصص في الاستشارات النفسية والأسرية لوكالة الانباء العراقية (واع)، أن "تأثير الرسوم المتحركة (الكارتون او الأنمي) على الأطفال هو تأثير خطير لأنه يكون مباشرا".
ويضيف، أنه "من الممكن الاستفادة من الجانب الإيجابي للرسوم المتحركة من خلال التوعية ومراقبة المحتوى وتشجيع الأهالي بأن يقوموا باختيار افلام كارتونية محددة تحتوي على هدف ورسالة واضحة تقدم لاطفالهم حيث هنالك افلام كارتونية صممت من أجل البرمجة والسيطرة على عقول الأطفال للتأثير على المجتمعات ومحاولة تغييرها".