مختصون يشخصون 4 اسباب رئيسية للتفكك الاسري ومطالبات بتصحيح اساليب التربية

تحقيقات وتقارير
  • 1-02-2022, 14:05
+A -A

بغداد – واع – آمنة السلامي

حدد اطباء وباحثون، اليوم الثلاثاء، ابرز الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال، وفيما طالبوا بتصحيح اساليب التربية، قدموا عددا من الحلول لمنع التفكك الاسري.

وقال الباحث الاجتماعي صفاء عبد الله برهان لوكالة الأنباء العراقية (واع)، ان "الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال كثيرة، ولا يمكن حصرها، ولكن يمكن تأشير اهم ما ابتليت به الأسرة في تربيتها لاطفالها، ومنها التفرقة في العامل بين الأطفال،"، مبينا ان "هناك من يفضل الذكور وهناك من يفضل الاناث، وهذا بدوره يعزز دور الغيرة الفطرية التي هي من النوازع المتاصلة في الأطفال، ما يجلي معه تفضيل طفل دون اخر".

 وشد على ضرورة "الالتفاف لذلك ومعالجتها لكي لا تترك في الوعي واللاشعور عند الأطفال، فينتصب أحدهما غريما للآخر، مع عدالة المعاملة اللفظي والمعاملة السلوكية، وبيان ان الجميع في مرتبة واحدة عن الوالدين"، موضحا ان "التفضيل بين الاطفال يكون بحسب الظروف الآتية كمرض احد الأطفال، أو سفره، ولاسيما ان الامر يزداد عند ولادة طفل جديد، فيكون محط عناية ومحب من دون شعور الشأن الذي لا يستوعبه بقية الأخوة، ويحسبون في ذلك تقليل مقصود من قبل الوالدين نحوهم".

واكد برهان على "ضرورة اشتراك الأخوة في المحبة، كالعناية باصغرهم وبيان انهم مسؤولون عنه، بوصفهم اكبر عمرا"، لافتا الى "اهمية العدالة في التعامل مع جميع الابناء للحفاظ على التماس الأسري، وتجنب بواكير التفكك التي أصيبت بها أسر كثيرة، لما ابدته من إفراط وتفريط في تعاملها مع الأطفال، ومن ثم مضت ذلك الخطأ الكبير بمراحل متقدمة من العمر، وأثر في تماسك الأسر".

 وبين ان "التفكك الاسري يظهر بعد زواج الأخوة او عند الميراث خاصة، اذ لا معنى لكلمة اخ بعدما اضحى المال هو الرابط الوحيد الذي يربطهم"، لافتا الى انه "بعد توزيع الميراث  ان كان التوزيع عادلا يصبح الأشقاء غرباء".

فيما قالت الجامعية والباحثة الاجتماعية دلال نعيم لوكالة الأنباء العراقية (واع)، ان "الوعود الكاذبة التي يوعد بها الطفل دون تحقيقها تجعله يفقد الثقة بوالديه وكذلك الناس والمجتمع ايضا"، مبينة ان "عملية انهاء الطفل عن بعض الصفات السيئة وممارستها من قبل الوالدين فيه تناقض كبير في عامل التربية".

 واضافت "عندما يتحدث الاب لاطفاله ويبلغ ولده بعدم تواجده في المنزل عند قدوم زائر له او عدم اخبار اقاربه بالسفر وغير ذلك من الامور التي تؤدي الى التناقض"، متسائلة "لماذا لا يعلمه الحفاظ على أسرار البيت وخصوصيته".

 واكدت ان "الصراحة جميلة في كل المواقف، فكيف يأمن الاب على اولاده اذا صاحبوا او رافقوا اصدقاء السوء"، مشددة على ضرورة "تصحيح اساليب التربية من خلال قراءة كتب بهذا الشأن او حضور ندوات او الذهاب الى مراكز الإرشاد لاجل تصحيح الأخطاء".

 الباحث في علم النفس الدكتور سعد صفاء الدين قال لوكالة الانباء العراقية (واع)، ان "من الأخطاء الشائعة في التربية والتعليم ايضا هو عدم التعامل مع الابناء بصورة صحيحة، فيجب على الوالدين إعطاء الأطفال مساحة أكبر في التعبير عن ارائهم لتحقيق الاستقلالية عند الكبر، فلا يجب منع الابن من الاختلاط بالضيف عند الحضور الى المنزل ولا منعه من تناول الطعام ولا تقيده بالكلام، فتخلق منه شخصية ضعيفة مهزوزة غير قادر على معرفة الصواب بالتالي التردد الذي يعيش فيه الفرد يجعله فاشلا غير قادر على اتخاذ القرارات المهمة في حياته".

 واكد على "ضرورة الابتعاد عن المقارنة بالاخرين لان هذا المقارنة تدمر نفسية الابناء وتسلبهم الراحة والاستقرار"، مشددا على أهمية "ان يكون هناك عنصر التغاضي عن بعض الامور غير المهمة بمعنى انا لا أحاسب ابنائي بكل صغيرة وكبيرة".

ودعا الاباء الى "ان يكون التأديب والتانيب في الامور الكبير وان يكون عتاب محب الى حبيبته في حالة الأخطاء الصغير او التغاضي عنها".

فيما اكدت اختصاص علم النفس الدكتورة نور سمير الراوي لوكالة الانباء العراقية (واع)، ان "الخوف ابشع عناصر الفشل في التربية، ومع الاسف فأن الاهل هم من يصنعون الجبان والمتردد والضعيف الشخصية"، لافتة الى ان "بعض الامهات عندما تريد ان ينام طفلها الذي يمتلك الطاقة ولا بد ان يفرغها، تقوم ببث الرعب والخوف في نفسيته من اجل ان يلتزم بالهدوء  وهذا له اثار سلبية كبيرة على النفسية مستقبلا من حيث عدم استطاعته او تمكنه من اتخاذ اي قرار في حياته دون الاعتماد على الغير لانه خائف ان يخطو اي خطوة دون الرجوع إلى عدة اشخاص ثانية".

وتابعت ان "الطفل الذي تربى على الخوف جبان لا يستطيع مواجهة المواقف الطارئة ايضا ولا يستطيع أن يكون قيادي ولا ينجح حتى في عمله".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام