من مدينة البرتقال.. نجم الخزرجي يرسم قصائده بين جدران الورش

تحقيقات وتقارير
  • 28-01-2022, 10:26
+A -A

ديالى – واع - ثائر هادي 

يصنف كثيرون الشاعر الموهوب نجم غاندي الخزرجي بأنه يحتل الصفوف الأولى من الشعراء الشعبيين في محافظة ديالى ، فقصائده الشعبية تحاكي الذات والواقع ، وتنطلق من أحداث وظروف يعيشها وتلامس وجدانه .

تأتي قصائد الخزرجي مليئة بالصدق والتعبير المكثف عن الواقع   ، خلال صور بعيدة عن التكلف والتعقيد ، لذا تنساب قصائده بعفوية وتلامس الوجدان .

يعمل الخزرجي في "سمكرة السيارات"، لكسب عيشه وعيش أمه وأخوانه وأخواته ، إذ هو يتحمل مسؤولية الأسرة بعد وفاة والده، تنقسم حياة هذا الشاعر بين (الجرمال) نهاراً والإلهام والقلم ليلاً ، وما بينهما نشاط رياضي وإدارة المباريات في ملاعب ديالى.

بداياته مع الشعر

وكالة الأنباء العراقية ( واع)، التقت الشاعر الخزرجي ، للتعرف على بعض حيثيات حياته وأسرار قصائده ، فتحدث عن بداياته قائلاً:

"كانت بدايتي في الشعر خلال التسعينيات ، إذ تأثرت بالشاعر كاظم اسماعيل كاطع ، خلال استماعي لقصيدة قرأها في رثاء ولده حيدر الذي مات انتحاراً ، تحدث الشاعر بتلك القصيدة التي اسماها (العام الدراسي) ، بعذوبة واحساس رفيع بفقدان الوالد لولده ، والألم الذي يشعر به الوالد عندما يقبل العام الدراسي الجديد خالياً من ولده.

وأضاف: "بعد  سماعي لتلك القصيدة أحببت الشعر، وبدأت أحاول الكتابة ، وشجعني والدي لأنه كان فناناً وشاعراً ، وقد تمكنت من ترجمة الأفكار التي بداخلي الى أشعار"، مشيراً الى أنه "كان في تلك الفترة  يتناول أي موقف أو حدث ويجسده في قصيدة".

واستطرد الخزرجي: "بعد وفاة والدي نظرت الى أمي فرأيت وجهها شاحباً فكتبت قصيدة مطلعها (يابويه وين ارحلت مانكدر ابلياك ، من متت كلشي اختلف والخير راح وياك) وهذا يعني أنني كنت وما زلت أجسد الأحداث والمشاهدات في قصائدي".

العمل في السمكرة

يحتاج الانسان تعلم كل مهنة يرغب بمزاولتها ، والقليل من الناس الذين لا يعتمدون على أحد لتعلم المهن ، بل يجروبون ويتعلمون بأنفسهم ، ومنهم الشاعر الخزرجي الذي أكد: "لم أتعلم مهنة السمكرة من أحد ، بل تعلمتها بمفردي حيث كنت أهوى تصليح الأشياء وإعادتها الى شكلها بعد أن تتحطم ، وذات يوم جلبت باباً مكسوراً لإحدى السيارات ،وبدأت بإصلاحه ، وأنجزت إصلاح الباب بنجاح ، وقد أدهش ذلك الكثيرين بما فيهم أصحاب المهنة ، ومنذ ذلك الوقت بدأت عملي الخاص في مجال "السمكرة " ، بل وحتى العدة التي استعملها في عملي ( الجرمال) صنعته بنفسي لأنه غير متوفر في الأسواق وإن وجد فهو ليس بالجودة المطلوبة"، منوهاً بأنه "كان يمارس العمل في "السمكرة"، فيما تنفجر بصدره براكين الشعر ، وحين يجن الليل يأتي الإلهام وينفتح الذهن للكتابة" ، وهكذا تسير أيامه بين "جرمال السمكرة" نهاراً وقلم الكتابة الشعرية ليلاً .

الرياضة من أبرز هوايات الشاعر

يؤكد الشاعر نجم غاندي الخزرجي أنه من عائلة رياضية تعشق كرة القدم ، ويشير الى أنه حكم مباريات كرة القدم يُعتمد عليه في إدارة المباريات التي تجري على ملاعب الشباب.

وفي هذا الصدد يروي الخزرجي قصة طريفة فيقول: "استدعيت مرة لتحكيم إحدى المباريات ، وفوجئت بأن أخوتي الثلاثة مع ابن عمي يلعبون معاً في فريق واحد ضد فريق منافس ، وقد ارتكب أحد أخوتي وكان حارس المرمى خطأ ، إذ تعمد ضرب اللاعب الخصم فطردته من المباراة على الفور ، وبعدها ارتكب أخي الثاني خطأ فطردته أيضاً ، ولم اتوان عن طرد أخي الثالث لارتكابه أخطاء متكررة والشيء نفسه فعلته مع ابن عمي وطردته من المباراة ، لأنني أحب الانصاف ولا أنحاز وأحب تطبيق قوانين كرة القدم".

وأشار الى أن"اخوته أخبروا والدتهم بما فعله أخوهم "الحكم " ، فقالت له: أنت شديد بالتحكيم ورقيق بالشعر".

شعراء يتحدثون عن الخزرجي

الشاعر ياسين آل ياس رئيس اتحاد أدباء وشعراء ديالى قال في الشاعر نجم غاندي الخزرجي: إنه "جاد وراق في قراءة القصيدة ونظمها ، ويحتل مكانة في الخط الأول من شعراء المحافظة ، ولديه قصائد معروفة للجميع ، فضلاً عن كونه "سمكري" من الطراز الأول ، يجيد استعمال القلم (والجرمال ) وهو موهوب وشخصية طيبة ، تلامس قصائده معاناة الناس ، وهو خجول ولا يبحث عن الشهرة ،وهذا هو سبب عدم مشاركاته في الكثير من المسابقات الشعرية".

أما  الشاعر قاسم الربيعي فقد قال: "نجم غاندي الخزرجي شاعر نقي طيب القلب ،وذو مواقف نبيلة ، كنا نذهب إليه لأخذ رأيه في قصائدنا ، والقصيدة التي يقول عليها جميلة نحفظها ونعتز بها والتي لا يوافق عليها نحرقها". 

بدوره قال الشاعر حسين الزهيري بأن "الشاعر نجم غاندي الخزرجي لم يأخذ فرصته مثل الكثيرين من الشعراء والفنانين في المحافظة الذين لم يأخذوا المساحة الكافية من الضوء الإعلامي" ،مشيراً الى أن "الشعراء في محافظة ديالى يشعرون بالفخر حين يشترك الخزرجي معهم في المهرجانات". 

بينما لفت الشاعر أمجد زيد الى أن " الشاعر الخزرجي شاعر حقيقي وهو موهوب وحساس للغاية ، والشعر عنده رسالة إنسانية".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام