المدارس الكروية مناجم لصنع اللاعبين وإنجازات تفرضها الأرقام في المستطيل الأخضر

رياضة
  • 26-11-2021, 10:48
+A -A

بغداد- واع- ميثم الخفاجي – حسين عمار 
تزخر كرة القدم العراقية بالكثير من الأسماء التي صالت وجالت في ملاعب الاحتراف، وخلدت أسماءها بحروف من نور في المنتخبات الوطنية والأندية المحلية بل وحتى في الدوريات الخارجية، وفي كل موسم يبرز عدد من اللاعبين الشباب المميزين، الذين تملكهم حب الساحرة المستديرة منذ الصغر، لتنمو مواهبهم وتكبر أحلامهم في أحضان المدارس الكروية التي كانت وما زالت مصنعاً للنجوم بوجود مدربين وخبراء متخصصين كانوا أساساً في اكتشاف المواهب وصقلها وإعدادها للعب في المنتخبات الوطنية ورفع راية العراق عالية في المحافل الدولية. 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
 وخير شاهد على ما تقدم، هو ما أفرزته بطولة غرب آسيا للشباب، والمقامة حالياً في محافظتي البصرة وأربيل والتي شهدت ولادة نجوم جدد، يتمتعون بإمكانات عالية ومستويات احترافية مباشرة بجيل واعد ، قادر على قيادة الكرة العراقية الى بر الأمان.
ومن هؤلاء النجوم، اللاعب كاظم رعد الذي يحمل الرقم 4 مع منتخب الشباب واللاعب عبد الرزاق قاسم صاحب الرقم 5 وحسين صادق عبيد حامل الرقم 9، وهم من صناعة مدرسة عمو بابا الكروية التي ما انفكت أن تكون ولادةً للأبطال وبرز منها نجوم المنتخب الوطني أمثال اللاعب مهند علي (ميمي) وضرغام اسماعيل وعلي عدنان وهمام طارق وغيرهم الكثير .
وقال مدير مدرسة عمو بابا الكروية، قحطان جليل العزاوي، في تصريح خص به وكالة الأنباء العراقية (واع): إن" إدارة مدرسة عمو بابا الكروية اتبعت استراتيجية فنية عالية المستوى من حيث التخطيط والتنفيذ عند إجراء الاختبارات واخضاع المواهب الى منهاج تدريبي سنوي مناسب لكل فئة عمرية ليتم صقل مواهبهم المهارية والحركية والعقلية والتربوية وتطوير قدراتهم الخططية وزجهم في معسكرات تدريبية ومباريات تجريبية لا تقل عن 40 مباراة خلال السنة، بالإضافة الى اشراكهم في المهرجانات والبطولات المحلية والخارجية مع تقديم جميع أنواع الدعم النفسي والمادي من أجل مواصلة النجاحات التي تحققت على مدى سنوات ".
وأضاف العزاوي: "تم رفد المنتخبات الوطنية للفئات العمرية والأندية بالعشرات من اللاعبين الموهوبين منذ العام 2000 وحتى الآن ، واليوم لدينا ثلاثة لاعبين أساسيين في تشكيلة منتخب الشباب في بطولة غرب آسيا وهم حسين صادق عبيد وكاظم رعد وعبد الرزاق قاسم وجميعهم من مواليد 2003.
وبين العزاوي أن" بداياتهم واكتشاف مواهبهم كانتا وهم بأعمار صغيرة، وتم صقل هذه المواهب بعد أن لمسنا منهم الإصرار على تعلم المزيد، والتحدي الكبير لتحقيق أحلامهم بتمثيل العراق في المحافل الدولية، وبالفعل تم الإشراف عليهم بشكل مباشر من قبل إدارة المدرسة ومدربي الفئة العمرية".
وتابع العزاوي أن "من أهداف مدرسة عمو بابا الكروية وخطط إدارتها، توسيع قاعدة الفئات العمرية واحتضان المواهب الكروية وصقل مواهبهم ورفد المنتخبات الوطنية للفئات العمرية والأندية بالعديد منهم وذلك لما نمتلكه من منهاج علمي وكوادر تدريبية مهنية ذات كفاءة وخبرة والتزام بالمهام الموكلة لهم، حرصاً على العمل لبناء جيل جديد يخدم الكرة العراقية".
من جانبه قال مدرب مدرسة عمو بابا الكروية صادق مناتي، لـ(واع): إن "مدرسة عمو بابا، تعد واحدة من أهم المشاريع التي تبناها الراحل لدعم قاعدة اللعبة، واحتضنت في ملاعبها المئات من المواهب الكروية التي أخذت أماكنها في المنتخبات الوطنية والأندية الكبيرة"، مبيناً أن المدرسة تعمل بحسب منهاج محدد ورؤية مستقبلية، هدفها إبراز مواهب الفئات العمرية وإعطائها الفرصة لتأخذ مكانها الطبيعي في المستقبل".
وأضاف مناتي أنه "تم استدعاء مواليد 2003 الى مدرسة عمو بابا سنة 2012، وتم إجراء الاختبارات على مرحلتين، الأولى هي عملية اختيار وتنظيم اللاعبين وتدريبهم ، والثانية إدخالهم في أجواء المباريات الودية والرسمية ".
فيما دعا المنسق الاعلامي لمدرسة عمو بابا الكروية كريم الدوسري، الجهات المسؤولة عن الرياضة بدعم المدرسة وتوفير الأموال من أجل الارتقاء بعملها بوصفها منجماً لمواهب كرة القدم .
وقال الدوسري لـ(واع): إن" مدرسة عمو بابا لعبت دوراً مهماً في تنمية القدرات لدى اللاعبين الصغار في المرحلة السابقة التي توقفت فيها دوريات الفئات "، مبيناً أن هناك بعض المعوقات التي تقف أمام تطور المدارس الكروية تتعلق بقلة الدعم المادي واللوجستي لذا ندعو اللجنة الاولمبية واتحاد الكرة الى الالتفات الى هذه المدرسة الولادة بالمواهب ".
وأضاف الدوسري أن" مدرسة عمو بابا الكروية تعد من المدارس الاولى في العراق من حيث اكتشاف المواهب الكروية ورفد المنتخبات الوطنية والأندية المحلية بلاعبين بمختلف الفئات العمرية ومنهم ضرغام اسماعيل وعلي عدنان وعلي فائز وفهد طالب وهمام طارق وبشار رسن وميمي والاخوين مصطفى محمد ومنتظر محمد وأمجد وليد بالإضافة الى لاعبي منتخب الناشئين الذي يضم في صفوفه ثمانية لاعبين من مدرسة عمو بابا ".
وتابع الدوسري:" لدينا منهاج سنوي لتهيئة اللاعبين الصغار فنياً ونفسياً بإشراف خبراء دوليين ولاعبين دوليين يشرفون على إعداد اللاعبين أمثال عصام خليل وواثق أسود وابراهيم علي وشاكر علي عليوي بطوش وحارث غفوري وجعفر عمران وهم من أهم الاسماء التي تتمتع بخبرة ودراية فنية". 
ويبقى منجز شيخ المدربين الراحل عمو بابا مؤسّس مدرسة الموهوبين الصغار، والذي قدمه برفقة ثلة من المدربين الشباب، مناراً ومصدر إلهام لعشاق المستطيل الأخضر، وتجربة رائدة لإرث كبير تتناقله أجيال الأبناء جيلاً بعد جيل، ومواصلة مسيرة النجاح التي كان يحلم بها عراب الكرة العراقية بأن يكون مشروعه متجدداً وليس مرحلياً يزول برحيله عن الحياة.