عمليات التجميل.. رحلة محفوفة المخاطر لمحاربة الشيخوخة وإعادة النضارة

تحقيقات وتقارير
  • 4-10-2021, 11:00
+A -A

بغداد – واع - ريا عاصي

انتشرت في السنوات الأخيرة مراكز التجميل في عموم المحافظات، التي شهدت إقبالاً واسعاً من مختلف شرائح المجتمع ولكلا الجنسين.

وعلى الرغم من أن الكثير يجد في هذه المراكز ضالتهم في معالجة بعض العيوب من خلال إجراء العمليات التجميلية ،إلا أن البعض الآخر يرى أن بعض المواد تتسبب بمخاطر على الصحة خاصة المجهولة منها وغير المعروفة المصدر.

وباتت هذه العمليات تحتل مكانة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الترويج لها، وهو ما دفع العديد من المواطنين الى مراجعة تلك المراكز خاصة من شريحة النساء اللواتي يقبلن على عمليات الفلر والبوتوكس وغيرها ،فضلاً عن عمليات التنحيف.

وكالة الأنباء العراقية (واع) فتحت ملف عمليات التجميل للوقوف على أسباب انتشارها ومعرفة مزاياها وسلبياتها.

المضاعفات 

طبيب العيون الدكتور خالد يوسف، أكد أنه "بالرغم من أن حقن البوتوكس والفلر هو عملية آمنة لكنه لا يخلو من المضاعفات مثل ضعف العصب البصري والعمى، لذلك حين يتم الحقن يجب متابعة المريض والتأكد من دقة العمل كون الخطأ لا يمكن تفاديه إلا في الستين دقيقة الأولى ومن بعدها لا يمكن فعل شيء".

وأوضح أن "اغلب المراجعين يعانون من تهطل الجفن الأعلى والحول بعد عمليات البوتوكس، الحول يمكن علاجه بالتمارين وبتغطية العين السليمة، إلا أن التهطل لا يمكن علاجه إلا بعمليات جراحية".

 وأضاف، أن "الشابة في العشرينيات من عمرها لا يفضل أن تحقن الكثير من المواد في وجهها خوفاً من الترهل لاحقاً ،لأن نضارة بشرة بنات العشرينيات هي الأنقى، ويفضل أن تتم هذه العمليات عند طبيب مختص وليس عند عاملات الصالون ،لا لعدم كفاءتهن، لكن لتدارك الأخطاء ،وماذا يمكن فعله في حالات الطوارئ، خصوصا في هذه الحالات يجب أن يتخذ الإجراء الاحترازي الطبي في الدقائق الأولى من الحقن لا بعدها."

 وتابع: "عند حقن مادة (الهيالورونيك أسيد) وهي الأكثر شيوعا واماناً، بين الحاجبين او حول الشفاه أحيانا تتسرب بالخطأ داخل الشرايين المغذية للوجه ما يؤدي لحدوث الجلطات ،وأحياناً تدخل للشريان الشبكي للعين ما يؤثر في البصر،لذا يجب على الطبيب استخدام إبر ناعمة ويدفع دفعات صغيرة للتأكد من سير الحقن بصورة صحيحة".

وبين أنه "يجب التأكد من عدم وجود عمليات تجميل سابقة مثل الانف او الفك لان مثل هذه العمليات قد تغير من خارطة الاوردة الدموية التي حول العين او الشفاه، وبالرغم من أمان الحقن لكن لا بد ان تغرس ابر الحقن في الأماكن الصحيحة بدون التأثير على الاوعية الدموية"، مؤكدا أنه "في حال ظهور اعراض جانبية مثل تورم او حول او الم حاد على الطبيب التوقف مباشرة وحقن مادة توقف الأولى وهي مادة الهيالورونيداز التي تقوم بتفتيت مادة الفلر وتحد من أخطار دخولها للأوعية الدموية". 

تفادي الأخطاء 

وأوضحت طبيبة الاسنان زينب كاظم: "لقد تلقيت تدريبات ودخلت دورات تطويرية من اجل حقن الوجه والشفتين والجفون والصدغ، واحرص كل الحرص على شراء مواد عالية الجودة ومن مناشئ معروفة كي اتفادى الأخطاء، لذلك ترى الزبونات أن أسعار موادي غالية، لكنني لا اشتري مادة لا اعرف منشأها او كيفية إدخالها للعراق لأننا تصلنا مواد تجميلية عديدة من دون تراخيص او رقابة".

ونوهت بأن "النقابة تحرص على إيصال المواد السليمة لنا ونخضع للرقابة من قبل النقابة، علما ان بعض الدول منعت أطباء الاسنان من حقن العيون وخصصت عملية حقن الاجفان لطبيب العيون فقط".

غياب الرقابة

الدكتورة منى سعد اختصاصية تجميل والتي تمتلك أحد مراكز التجميل في بغداد، اشارت الى أن "الفيلر والبوتوكس يعدان من ابرز العلاجات في الطب التجميلي لمحاربة الترهل والتجاعيد في الوجه".

وأضافت: "انتشرت في الآونة الأخيرة مراكز التجميل التي تحقن الوجوه بهذه المواد بدون تراخيص طبية"، مبينة أن "غياب الرقابة الصحية وسهولة استخدام هذه المواد، من أهم العوامل لانتشارها بين صفوف الشابات والسيدات انتشاراً رهيباً،   لكونها تحقن في الوجه بدون اللجوء لعمليات جراحية".

وبينت أن "هنالك حالات تشوه للوجه، تحدث نتيجة مراجعة مراكز غير معروفة او اللجوء لصالونات الحلاقة الذين يستخدمون مواد رديئة ما ينتج عنها حالات تشوه تستوجب التدخل الجراحي".

من جانها، أوضحت خبيرة التجميل منى عبد الله، أن "العلم في تطور مستمر ويستخدم العلماء كل طاقاتهم لمحاربة أشكال الشيخوخة التي تبرز على الوجوه بتقادم العمر، انا لست ضد التجميل وإعادة النضارة للوجه لكنني ضد ان تستخدم الشابات بعمر الورد تلك الاختراعات لأننا دوما نحاول تجميل وجوهنا لنظهر وكأننا بنات العشرين، لا العكس".

أثر الدعاية

السيدة نهل تعمل في مجال النشر والترويج لمراكز التجميل عبر المنصات الالكترونية قالت: إن " أغلب مراكز التجميل تضع اسم الطبيب كمشرف لكن العاملات هن من يحقن الإبر".

وذكرت أن "غالبية الهوس والادمان يصيب الشابات، فقد قابلت فتاة بعمر 19 عاماً كانت تعاني من تهطل أحد صدغيها كون الحقن كانت بالمقلوب، ولكي لا ترفع دعوى على المركز قام المركز بدفع تكاليف عملية جراحية تجميلية لوجه الفتاة".

تشابه الوجوه

المخرجة ميسون الباججي تحدثت عن تجربتها مع الصورة في العراق وقالت: “كنت ابحث عن وجوه جديدة عراقية لفلمي الأخير، ففوجئت بالعديد من الصور الفتية الشابة لشابات استخدمن كل أنواع التجميل للحصول على شفاه أكبر وعيون تبرق وحواجب كثيفة، الكاميرا تكشف الزيف".

وتابعت: "استغربت ان تقبل شابات بعمر الورد ووجوههن تمتلئ نضارة لحقن وجوههن بأنواع مختلفة بدون أي حاجة لذلك"، مشيرة الى أن "رحلة البحث كانت مضنية عن وجه لم تتلاعب به إبر الفلر والبوتوكس والتاتو، لتجديد نضارة وجه هو بالأساس نضر ولا يحتاج لذلك، كنت أرى وجوهاً منسوخة بعضها من الآخر وبلا هوية".

 المخاطر 

تقول السيدة سلام عامر: "كنت في زيارة لأحد مراكز بغداد التجميلية لغرض صبغ شعري وتنظيف البشرة ،نصحتني إحدى العاملات بحقن البوتوكس في وجهي من أجل رفع جفن عيني المترهل، عدت للمنزل وبحثت في غوغل واكتشفت أنه لا مخاطر وخيمة من جراء ذلك وسألت صديقاتي وشجعنني على فعل ذلك لكن إحداهن نصحتني بحقن المادة عند طبيب مختص".

وتابعت: "قارنت بين أسعار الطبيب والمركز التجميلي ووجدت فارقاً كبيراً وميزانيتي لا تحتمل أجور الطبيب ،لذلك قمت بحقن البوتوكس لدى المركز التجميلي ،لكنني في ورطة اليوم إذ منذ عامين وأنا مستمرة بزيارة المركز بشكل دوري من أجل حقن البوتوكس الذي يزول بعد ستة أشهر من حقنه، بالإضافة الى مراجعتي لطبيب العيون لأنني أصبت بالحول بسبب البوتوكس".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام