حسين مني وأنا من حسين

مقالات
  • 18-08-2021, 08:40
+A -A

د.عبد الواحد مشعل
نستقرئ ونفهم من هذا الحديث الشريف  للرسول الأكرم محمد(ص)، القيمة العليا لمكانة الإمام الحسين (ع) في نفس الرسول من جهة ودلالاته الدينية والاجتماعية بين المجتمع المسلم بل والمجتمع الإنساني من جهة أخرى، فهذه الخصوصية في الإشارة، لا تأتي من فراغ إنما من حقيقة راسخة لمكانة أهل البيت(ع) والمكانة المميزة لحفيده الحسين. 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وكأن  الأمر يتعلق بقضية كبرى  للإسلام والمجتمع الإنساني قاطبة، لما سيتحمله من مسؤولية، وهو كذلك، فهي مسؤولية الثورة ضد الظلم والقهر والجهلـ التي جاءت من اجله في الأصل الرسالة المحمدية، وإحلال الخير والتوحيد والعدل والحرية، محل الظلم والطغيان، وهو ما ثار من اجله الإمام الحسين وحمل شرف قيادته، لتكون واقعة الطف رمزا للحرية والعدل خلال التاريخ، ولعل المكانة الاجتماعية المرموقة التي حظي بها الامام الحسين(ع) أعطته شرف ذلك.
إن قراءة علمية لمكانة الإمام الحسين في تاريخ الإسلام وفي نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وكل أحرار العالم، تكشف لنا تلك الرسالة العظيمة التي حملها الحسين من اجل ترسيخ مبادئ العدالة وقيم الحرية قي إصراره على مواجهة الظلم والقهر، وهو يعرف تبعات ذلك أمام قوة غاشمة، ولكنه مضى في الطريق ليحمل كل الأجيال القادمة مسؤولية مقارعة الظلم بكل إشكاله، لان السكون على الظلم يعني العبودية بكل معانيها، لذا بقيت الثورة الحسينية صفحة مشرفة تؤكد قيم الحرية لدى كل الأجيال.
 إن الثورة الحسينية بحد ذاتها ثورة قيم الحرية بأوسع معانيها، فضلا عن كونها جاءت من اجل الإصلاح وتصحيح الانحراف عن الرسالة المحمدية،  وهي رسالة لكل البشرية في كل زمان ومكان مترجمة قيم الحرية ووظائفها الاجتماعية، التي قامت من اجلها الثورة الحسينية، إذ أعطت درسا للعالم الإسلامي ولكل من يتوق الى الحرية والعدالة،  فالخوف حالة يمكن التقلب عليها وكسر قيدها، اذا ما توفرت الإرادة والإيمان، وهكذا كسرت الثورة الحسينية حاجز الخوف، وفي ذلك دلالة اجتماعية تشير الى أن العيش بكرامة وعزة  تستحق التضحية، طالما كان الهدف يتعدى الدائرة الذاتية أو الدنيوية الى هدف اسمى وأعلى وهو الدفاع عن العقيدة الإسلامية، وقد تجلت الأبعاد النفسية والاجتماعية للثورة الحسينية في قيم الشجاعة والإقدام والتضحية، إذ ان قيمة الحياة لا يمكن أن تفهم إلا بكرامة الفرد وتعزيز قيم الأسرة والمجتمع، لاسيما في إصلاح النظام الاجتماعي، وحفظ كرامة الإنسان، كما أن ذلك يتعدى الى تحقيق العدالة في المجتمع، ومنع الظلم بكل الوسائل. 
وهكذا كانت رسالة الحسين(ع) تمثل رسالة جده الرسول محمد (ص) بكل معانيها الإنسانية. وهو ما يتجلى تماما في حديث الرسول المذكور في أعلاه.