رحيل شيخ مؤرخي العراق

ثقافة وفن
  • 1-07-2021, 09:12
+A -A

بغداد- واع
رحل المحقق والمؤرخ العراقي عماد عبد السلام رؤوف (1948 – 2021) في مدينة أربيل، الذي تنوّعت دراساته بين تاريخ العراق منذ العصر العباسي وحتى القرن العشرين، كما حقق عشرات المخطوطات في أخبار التراجم والرحلات والشعر والآثار والعمران.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وُلد الراحل في مدينة بغداد لأسرة موصلية وتخرّج من قسم التاريخ في جامعتها عام 1970، ثم واصل دراساته العليا في القاهرة، حيث نال درجة الماجستير عن أطروحته ولاية الموصل في العهد الجليلي (1749 – 1834) عام 1973، ودرجة الدكتوراه عن أطروحة تحمل عنوان الحياة الاجتماعية في العراق في عهد المماليك (1750 - 1831) عام 1976.
درّس رؤوف التاريخ الحديث في جامعة بغداد حتى عام 2006، كما ترأس مركز إحياء التراث العلمي العربي فيها، قبل أن ينتقل إلى أربيل ويدرّس في جامعة صلاح الدين التي تقاعد منها سنة 2015، متفرّغاً بعدها للبحث والتحقيق والتأليف. 
كما انخرط الراحل في عدد من الجمعيات والاتحادات نظراً لاشتغالاته المختلفة، فهو عضو في «المجمع العلمي العراقي»، و«جمعية المؤرخين والآثاريين»، و«هيئة كتابة التاريخ في العراق»، و«اتحاد الكتاب والمؤلفين» الذي ترأسه عام 1994، و«جمعية العراق الفلسفية»، وغيرها، كما وثق المكتبات والحياة العلمية في بغداد، والتاريخ في العصر العثماني إلى جانب تحقيق التراث.
عمل رؤوف على تأليف موسوعة (الآثار الخطية في المكتبة القادرية) التي صدرت في خمسة مجلدات بين عامي 1973 و1980، التي وثق فيها المخطوطات التي تضمها مكتبة جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني ببغداد، إحدى أبرز خزائن الكتب في الدولة العباسية، بما تحويه من مؤلفات في علوم القرآن والحديث والفقه واللغة والتاريخ والسير.
توزعت اهتماماته في التحقيق، إذ اشتغل على العديد من كتب أدب الرحلة مثل (الرحلتان الرومية والمصرية) لفضل الله المحبي، و(رحلة من نابلس إلى اسلامبول) لعبد القادر أبو السعود المقدسي، و(رحلة طه الكردي الباليساني في العراق والأناضول وبلاد الشام ومصر والحجاز)، وكذلك في تاريخ الحياة العلمية وسير العلماء في العراق، كما في مؤلّفات (تاريخ الأسر العلمية في بغداد) لمحمد سعيد الراوي، و(بيوتات بغداد في القرن الثالث عشر للهجرة) لعبد الرحمن حلمي العباسي السهروردي، فضلا عن مذكرات عدد من الشخصيات في العراق الحديث، والعديد من الدواوين لشعراء في العصور الإسلامية الوسيطة والمتأخرة.
تركزت العديد من كتاباته على التاريخ في العصر العثماني، ومن بينها: التاريخ والمؤرخون العراقيون في العصر العثماني، وكتابة العرب لتاريخهم في العصر العثماني، وجوانب دبلوماسية وثقافية من تاريخ الكرد في العصر العثماني، كما تناول في كتب أخرى الصراع العثماني- البرتغالي في شبه الجزيرة العربية وغيره.
ترك رؤوف أكثر من مئة مؤلف منها: الأصول التاريخية لمحلات بغداد، وتاريخ مشاريع مياه الشرب القديمة في بغداد، ودراسات في علم الأحجار الكريمة عند العرب، وأمراء وعلماء من كردستان في العصر العثماني، ووقف الكتب في بغداد، ومؤرخون سريان محدثون، ودراسة في تطور منهج البحث التاريخ»، وفهرست مكاتب بغداد الموقوفة،
وغيره.