تخليد الذكرى

مقالات
  • 13-06-2021, 08:23
+A -A

د. علاء هادي الحطاب 
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
الذكرى جزء مهم من واقع الفرد والامة، سواء كانت هذه الذكرى حزينة ام سعيدة، لكنها تبقى لا تنفصل عن حياة الفرد ولا عن مستقبله، لان الذكرى تخلد الحقيقة وهنا مكمن الاهمية، لذا تجد الامم الحية ومن خلال دولها تحتفظ بذاكرة كل شيء في ماضيها من انتصارات وخسائر وافراح واحزان، اذ انها تضع حاضرها في مشهد ماضيها وتضع كذلك ماضيها في خدمة حاضرها، عبرةً ودرسا واستجلاء للحقيقة.
والذاكرة العراقية مليئة بالاحداث والمواقف المتسارعة وإن كان معظمها مؤلما للعراقيين لانهم عاشوا “الضيم” اكثر من السعادة والفرح، وعاصروا الانقلابات والحروب اكثر من الاستقرار والبناء والتقدم، ومع ذلك تبقى هذه الذاكرة كلها دروسا وعبرا للحاضر والمستقبل، ومن الذاكرة القريبة علينا هي ذاكرة الانتصارات وذكراها، فقد حققنا كعراقيين اعجازا كانت تعجز عن تحقيقه دول كبرى وعظمى بما تملكه من اسلحة واقتصاد وقوة ونفوذ، حققنا الانتصار على عصابات داعش الارهابية التي ضربت وما تزال باطنابها ونفوذها ووجودها اغلب دول العالم بل والمتقدمة والكبيرة منها، انتصرنا على من لو تمكن من بلدنا لوجد بيئة الخليج وبقية الدول العربية والاسلامية مناسبة جدا لتوسيع نفوذه وسيطرته بوتيرة اسرع بكثير مما يواجه تقدمه في بلادنا، لوجود ممكنات ومقدمات تساعد على انتشاره في جميع الدول العربية والاسلامية، لكننا وضعنا حدا لعصابة ارادت ان تتسيد العالم، فهل توجد ذاكرة اعظم من تلك، وحدث اهم من
ذلك؟ 
وتخليد هذه الذكرى يتمظهر من خلال الاحتفاء بجميع خطوات وآليات وشخصيات ومؤسسات وفواعل النصر من اجهزة امنية والتضحيات التي قدموها والمواقف الصعبة التي تمكن ابطالها من
تجاوزها.
تخليد الذكرى بحاجة الى مؤسسات فاعلة وعاملة واكاديمية متخصصة وارادة سياسية حقيقية تفهم اهمية تخليد الذكرى كتعويض معنوي مهم للضحايا ودروس مهمة للحاضر والمستقبل.