ميسان.. "علي الشرقي" مدينة دونتها أنامل التاريخ بمياه دجلة الخالدة

تحقيقات وتقارير
  • 9-04-2021, 15:03
+A -A

ميسان- واع- شذى السوداني وعبدالحسين بريسم

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
على بعد 60 كيلومتراً تقع ناحية علي الشرقي شمال مركز محافظة ميسان على الضفة الشرقية لنهر دجلة، إدارياً تأسست هذه المدينة في العام 1959 وسميت بهذا الاسم نسبةً إلى مرقد السيد الجليل علي الشرقي أو الشرجي.
مدينة تاريخية ودينية
ومدينة علي الشرقي تعد من المدن التي شهدت حضارات قديمة وما يؤكد ذلك وجود معالم آثارية فيها كما يقول الكاتب والمحامي سجاد الكناني لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "ناحية علي الشرقي تفوق مثيلاتها من الوحدات الإدارية باعتبارها أعرق وأقدس مناطق المحافظة كونها تحتضن مرقد السيد علي الشرقي، كما أن الناحية قريبة من الدولة المجاورة إيران ،ما أعطاها طابعاً حيويا للاستيزار والاستجمام وناحية علي الشرقي تمتاز بطابعها الديني والعشائري الملتزم كونها تحتوي على سادات ومشايخ ووجهاء يمثلون عشائر عربية أصيلة".
وأضاف أن "المدينة تسكنها أكثر من ٣٠ ألف نسمة ويمتهن أهلها الزراعة والتجارة ،وهي من المناطق الأثرية الموغلة في القدم تعود آثارها إلى دولة ميسان والى مراحل العصور الأموية والعباسية وتضم سبعة من (اليشن) وهن بقايا من آثار قديمة تعود إلى مراحل تاريخية لحضارة ميسان".
أحياء وعشائر
وتابع الكناني أن "ناحية علي الشرقي تضم عدداً كبيراً من العشائر الأصيلة ومنها عشائر الذهيبات وبني عقبة وبني لام والكنانة وكعب وبني أسد والخرسان والصبيح وآل بدير والزهيرية والدبات وعشائر عراقية أخرى"، مبيناً أن "المدينة تتكون من سبعة أحياء رئيسية وهي حي الحرية ،ويعتبر من أقدم أحياء المدينة ويضم أغلب العوائل التي سكنت الناحية منذ القدم، وأحياء السلام والرسول ،ورمضان الذي يعتبر من أكبر أحياء المدينة ،وأحياء حي المعلمين والصدر والهدى".
وأضاف أن للمدينة عدداً من الشوارع المهمة منها مدخل المدينة الذي يمتد من البوابة الرئيسية وصولاً إلى ساحة الشهداء ومرقد الإمام علي الشرقي ،ويبلغ طوله حوالي كيلومتر، وشارع المواكب الحسينية الذي يعتبر من الشوارع الرئيسية في المدينة والشارع العام أو شارع الفلكة الذي يقسم المدينة إلى نصفين وشارع الكورنيش بمحاذات نهر دجلة وبجوار مرقد الإمام علي الشرقي الذي يعتبر المتنفس الوحيد للزائرين وأهالي المدينة ،ولكنه مهمل ولم يتم تطويره أو شموله بأي حركة عمرانية أو تأهيلية منذ عدة سنوات وشارع الجسر الذي يربط ضفتي نهر دجلة ويصل الريف بالمدينة".
المزار
وتتميز المدينة بوجود المزار المعروف بـ (علي الشرقي) الذي سميت الناحية تيمناً به ، ويقول المؤرخ والمحامي حازم المحمداوي : إن " صاحب هذا المزار هو علي بن أحمد بن محمد بن داود الأمير بن موسىٰ الثاني بن عبداللّٰه بن موسىٰ الجون بن عبداللّٰه المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام".
وتابع أنه " بادر للتوجه في البحث عنه وعن سيرته الشريفة، فوصل إلىٰ نتائج إيجابية مستندة لبعض المصادر المعتمدة تارةً، وكذلك النقولات التاريخية والحسابات الرياضية تارةً أخرىٰ وهي أن السيد علي الشرقي كان معاصراً لحاكم الدولة العباسية وانه سُمي بالشرقي في رواية كون مرقده الطاهر واقع في شرق دجلة، كما ذكرهُ الكاتب والمؤلف الميساني ( عبدالكريم النداوي ) في كتابه ( تاريخ العمارة وعشائرها )، صــ٢٤، بأنه سكن أطراف مدينة ( العمارة ) سنة ( ٣٩٥هــ  )، وهي نفس الفترة التي حكم فيها الخليفة العباسي (القادر باللّٰه)، وكذلك وجود ( الدولة البويهية ) في العراق.
وأشار الى أن "بناء المزار كان حتى عام ١٨٨٥م مجرد قبة من اللبن، وحوله غابة من الأشجار الكثيفة، حيث تبلغ مساحة المزار اكثر من 11 كليومترا مربعا ،فيما تبلغ مساحة الضريح 300 متر مربع تقريباً، كما يقع القبر الشريف علىٰ بعد بضعة أمتار من ضفة نهر دجلة، لذلك هو المزار الوحيد الذي يقع قبره علىٰ الأطراف، بدلاً من أن يكون في الوسط.