الانفتاح والاستثمار

مقالات
  • 6-04-2021, 08:07
+A -A

علي حسن الفواز

الانفتاح السياسي يعني في أكثر وجوهه فاعلية انفتاحا اقتصاديا، وتوطيدا لأركان بناء الدولة التي لا ينفك فيها الشأن السياسي عن الشأن الاقتصادي عن التلازم والتفاعل والتواصل، فبقدر ما يمثلانه من بيئة عميقة لصياغة العقد الوطني، فإنهما يمثلان أيضا الاساس الذي يمكن يشرعن اليات ومشاريع صناعة الواقع الاقتصادي الحقيقي، والذي سيكون السند الكبير للمشروع السياسي الوطني.

التعقيد في طبيعة المشكلات السياسية العراقية، وغياب الارادة الجامعة للفرقاء السياسيين ينعكس بشكل أو بآخر على أية معالجة تخص الاقتصاد والاجتماع والخدمات والثقافة والصحة، إذ كثيرا ما تتضخم تلك المشكلات لتتحوّل الى معوقات إزاء إصدار القوانين والقرارات، وإزاء عدم معالجة مظاهر الفشل والفساد وضعف ادارة الملفات الاخرى، ولعل التأخير الذي حدث قبل اقرار الموازنة الاتحادية للعام الحالي يكشف عن طبيعة تلك الأزمات وضغوطها، وعن أثرها في مواجهة التحديات السياسية، لا سيما ونحن أمام استحقاقات وطنية وتنموية مُلّحة، وعند ابواب انتخابات مبكرة تتطلب وجود بيئة سياسية فاعلة وآمنة، مثلما تتطلب أفقا يستشرف اهمية التغيير في نمط الادارة السياسية، وفي معالجة الازمة الاقتصادية التي تكرست مظاهرها طوال سبعة عشر عاما.

البحث عن بيئة الاستثمار في الداخل أو الخارج يمثل اجراء صحيحا، وخطوة شجاعة تعكس وعي المسؤولية، مثلما تعكس اهمية أن يكون هذا البحث بمستوى الطموح، وضمن الرؤية الستراتيجية التي تتطلب وجود الوعي والدعم السياسيين، فضلا عن وجود الارادة التي تملك القرار، وهو ماحدث خلال زيارات السيد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الى السعودية والى الامارات، والتي حملت معها رسائل سياسية واقتصادية في آنٍ معا، لفتح آفاق وعلاقات أكثر فاعلية، ولايجاد بيئة اقليمية بعيدة عن المحاور والصراعات، والتي تملك ضمانات نجاحها، وقدرتها على قابلية تحقيق أمن اقليمي يشارك فيه الجميع، وبما يُلبّي طموحاتهم الناجعة، على مستوى التخفيف من غلواء الازمات، وعلى مستوى تحويل المنطقة الى بيئة جاذبة للاستثمارات، ولتقوية أوامر العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يخدم المصالح الجامعة، ويعزز مسارات الامن المجتمعي والسيادي، فضلا عن ايجاد حلول عقلانية للصراعات في المنطقة بعيدا عن التدخلات الخارجية وتضخيم نزعات العسكرة التي باتت منطقتنا من أكثرها هوسا بشراء الاسلحة، وتأزيما للمشكلات الأثنية، وللحروب الاقليمية الأكثر دموية وعنفاً.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام