العشار..قلب البصرة التجاري وعبق التاريخ

تحقيقات وتقارير
  • 3-04-2021, 13:36
+A -A

البصرة -واع- صبا سامي 
البصرة تلك المدينة المزدهرة بأسواقها وتجارتها منذ أن تأسست العام 14 للهجرة عند الفتح الإسلامي وإلى وقتنا الحاضر باتت عنواناً للازدهار والنمو الاقتصادي والتجاري والسياحي بوجود المحطة الاقتصادية ( العشار ) مركز البصرة التجاري الذي كان عنواناً لسكن أرقى وأغنى الأسر العريقة ،التي طالما حافظت على نسيجها الأخلاقي والاجتماعي حيث كانت تسكن منطقة العشار لسنين طويلة .. 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
التجاوزات 
معاون محافظ البصرة للشؤون الإدارية معين صالح الحسن قال لوكالة الأنباء العراقية ( واع ): إن "التجاوزات الكثيرة في منطقة العشار أخفت معالم المدينة، وأن هناك حملة كبيرة لرفع التجاوزات في منطقة العشار ،وتتركز الحملة تحديداً على البسطيات (الجنابر) المنتشرة بشكل كبير وعشوائي على الأرصفة والمباني وأمام المحال والأسواق التجارية في العشار ،التي تؤثر بشكل مباشر في جميع المحال وأماكن التبضع ،فللعشار قيمته الجمالية والتجارية ‘علما أن الأرصفة مخصصة لمرور المواطنين ودائما نحاول أن تكون هناك أماكن منتظمة للبسطات والحملات مستمرة لإزالة كافة التجاوزات في سوق العشار ليبقى محافظاً على عنوانه الجمالي والتجاري الذي يقصده المتبضعون بصورة مستمرة" .
معالم المدينة
ومن أهم معالم مدينة العشار هو مقام أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي يقصده عدد كبير جداً من الزائرين والمصلين حيث يمكثون فيه لفترات طويلة ويعتبر كنقطة رئيسية دالة في العشار. 
كما تتميز المدينة بكثرة المقاهي التي يرتداها المثقفون والأدباء، ويقول عضو اتحاد الأدباء العراقيين الشاعر كريم جخيور لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "مقهى الأدباء تأسس تقريباً العام 2003 حيث كان يضم الأدباء والكتاب والمثقفين ،ويعد ملتقى ثقافياً وحضارياً لهم أمثال ( كاظم الحجاج ، طالب عبد العزيز ، المرحوم حسين عبد الطيف ، خالد السلطان ، وغيرهم ) ورغم أنه في العام 2008 تم الحصول على(مقر لاتحاد الأدباء ) من قبل محافظة البصرة في موقع قريب من العشار وأجاره يدفع من قبل وزارة الثقافة إلا أن (المقهى) بقي الى الآن ملتقى الثقافة والآداب ،وملتقى للأدباء والمثقفين حيث تقام فيه جلسات صباح كل يوم جمعة وهي ( جلسات أدبية وثقافية متنوعة ) وكنا دوماً لاسيما في أيام مهرجان المربد نسعى لنعرف الأدباء العرب على مقهى الأدباء في العشار ومشاركتهم الجلسات وتبادل الحوار ".

سوق الغزل 
يقول علي المياحي صاحب محل في سوق الغزل: إن"هذا السوق كان في السابق سوقاً واحداً ومنفرداً يسمى سوق (هرج) وهو أكبر أسواق العشار وأقدمها تقريباً، ومن ثم تم فصله لتكون بدايته (سوق الغزل ،ومن ثم يبدأ بعده سوق هرج) ، وفي السابق كانت البضاعة التي تصل الى هذا السوق محلية حيث يؤتى بالقماش من أفضل المعامل وأشهرها مثل (معمل الكاظمية ومعمل الكوت) فقد كانت آنذاك صناعة القماش محلية ،إلا إنها توقفت بعد ذلك بسبب الظروف التي ألمت بالبصرة كالحروب وغيرها ،ما أثر بصورة مباشرة في السوق وأصبحت الحركة التجارية هنا معتمدة بشكل مباشر على القماش المستورد ،وذلك لطبيعة سوق الغزل الذي يختص بصناعة وبيع (أدوات الصيد ، الحبال ، أشباك الصيد ، قماش المظلات ، جوادر السيارات ، الخيم والسرادق ) ".
وأشار المياحي الى أن "جائحة كورونا أثرت بصورة كبيرة جداً في حركة البيع والتبضع في سوق الغزل حيث وصل تأثيرها بنسبة 60 % تقريباً"، مبيناً أن "البضاعة متراكمة وتباع بصورة بطيئة جداً بسبب الجائحة وبسبب الحظر وارتفاع الدولار، لذلك نرى أن السوق يبدو خالياً تماماً من المتبضعين ،وهذا ما سبب خسارة كبيرة للتجار .
سوق الخضار والسمك
وفي سوق (الخضارة) اصطحبنا الحاج أبو علي في جولة ،وهو يستذكر سنوات قضاها في هذا السوق الذي بات أكثر اكتظاظاً بالباعة والمتبضعين والذي لا تهدأ فيه أصوات الباعة والتجار ،وهم يروجون لبضاعتهم منذ ساعات الفجر وحتى ساعات متأخرة من الليل في كل يوم.
وأشار أبو علي الى أن "السوق يضم جميع أنواع الفاكهة والخضراوات سواء المستوردة أو المحلية منها ،كما أن هناك فرقاً بين الأسعار من بائع لآخر كي لا تتراكم بضاعته ،وهذا السوق له فائدة اقتصادية كبيرة جداً".
وتابع: إن "هناك سوق السمك الذي يضم أنواع الأسماك الحية وأكثر من يقوم ببيع هذه الأسماك هن النساء كما توجد هنا أماكن مخصصة لبيع الأسماك المجمدة ،وكذلك هناك مكان مخصص لبيع الروبيان الذي يشهد إقبالاً كبيراً لشرائه، ويشهد سوق السمك في العشار هذه الأيام حركة كبيرة لبيع السمك فهذا موسم الصبور الذي ينتظره الناس بفارغ الصبر رغم غلاء ثمنه فكل عام وفي هذا الوقت نلاحظ حركة كبيرة في هذا السوق لأنه كما يسمونه (أهالي البصرة) (موسم الصبور وتمن الباقلاء الخضراء) (وهذه الأكلة المفضلة عند أهل البصرة خلال هذا الموسم)" .
سوق الصيادلة 
وبين أن "هذا السوق كان قديماً يسمى (سوق الهنود وسوق المغايز) وسمي سابقاً بسوق الهنود ،لأنه كان مقراً للجالية الهندية التي كانت تعمل في محال بيع التوابل في السوق المذكور ، ويضم هذا السوق محال بيع الملابس المستوردة والقماشة والتي أغلبها تباع بالجملة في مخازن كبيرة ومحال الصاغة (محال بيع الذهب جملة ومفرد) ومحال الجملة لبيع القرطاسية بأنواعها ،ويشهد هذا السوق وجود أعداد كبيرة جداً من المتبضعين في مواسم معينة من السنة مثل ( بدء العام الدراسي الجديد ، الأعياد ، شهر محرم ) حيث تتواجد الناس بكثافة للتسوق وشراء الملابس الخاصة بكل موسم ،وبذلك تكمن أهمية هذا السوق التجارية ،فهناك الكثير من المتبضعين ومن مختلف المحافظات والسائحين  يتواجدون للتبضع ومن أسواق ومخازن الجملة كما يتفرع هذا السوق ليضم عيادات الاطباء والصيدليات .
سوق الداكير 
وهو من أسواق العشار القديمة والمهمة حيث كان مشهوراً ببيع المشاتل وأدوات الزراعة ، وفيما بعد تحول الى أسواق كبيرة جداً ومخازن لبيع (الجوت والسجاد والمفروشات والشراشف والكاربت والجلد والنايلون كغطاء لأرضية المنازل) حيث يتم بيعها جملة ومفرداً كما يقع في نهايته سوق المواد الإنشائية الذي له فائدة اقتصادية كبيرة جداً .