الأنبار .. (عيون القير) الطبيعية الكنز المهمل

تحقيقات وتقارير
  • 2-04-2021, 14:00
+A -A

الأنبار- واع - احمد الدليمي 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
تتميز محافظة الأنبار في العديد من الثروات الطبيعية نظراً لطبيعة أرضها التي تتميز بطابعها الصحراوي، وفي قضاء هيت غرب الأنبار يستطيع كل من يدخل الى أطراف المدينة أن يتحسس رائحة القير التي تفوح من الأرض، حيث تنتشر عيون القير الأسود في مواقع عدة في القضاء حتى باتت هذه العيون إحدى معالم المدينة.
وكالة الأنباء العراقية (واع) زارت هذه المنطقة واطلعت على طبيعة هذه العيون الطبيعية التي تعد كنزاً مهملاً لم يستثمر حتى الآن بالشكل الصحيح ،على حد تعبير أهالي المنطقة ، فمنهم من يعدها ذات فوائد كبيرة حيث يستخرج منها القير للاستفادة منه في دهن السطوح ومنع تسرب الرطوبة للمباني ،وآخرون يعدونها مضرة ،كونها عيون قريبة من نهر الفرات وتسبب تلوثاً بيئياً لأنها تنتج مادة كبريت الهيدروجين التي تختلط مع مياه الفرات .
جذور تأريخية
الحاج مهدي أبو محمد ،وهو من سكنة قضاء هيت القدامى يقول: إن " تأريخ هذه العيون القيرية هو قديم جداً حيث أثبت المؤرخون أن سفينة نبي الله نوح "ع" قد طليت من هذا القير قبل انطلاقها ،إضافة الى استخدامها من قبل البابليين في بناء الجنائن المعلقة ".
وأضاف أن "عيون القير تعد معلماً من معالم مدينة هيت ،لكنها مهملة من الجهات ذات العلاقة ،ويمكن الاستفادة منها كمنطقة سياحية وعلاجية وصناعية تدر اًموالا ًوتوفر فرص العمل للعاطلين". 
وتابع أبو محمد أن "القير له استخدامات كثيرة حيث يستخدم لطلاء الأرضيات والأسطح ،فهو مانع جيد للرطوبة ،وفي القديم كان يستخدم في العلاجات الطبية لتجبير الكسور وآلام المفاصل بعد أن يسخن جيداً، كما يستخدم في صناعة الدلو الذي يشرب به الماء ،وكذلك (الباطية) وهو إناء يستخدم عند عجن الطحين وتحضيره للخبز ، وكذلك في تزفيت السفن والزوارق"، مطالباً الجهات ذات العلاقة "بالاستفادة من تلك العيون القيرية الطبيعية بإنشاء معامل اسفلت ومعامل الماستك والدهانات ". 
مهنة شاقة 
جاسم حسين أبو براء أحد العاملين في هذه العيون ،حيث توارث هذه المهنة أباً عن جد ،ويطلق عليهم في هيت لقب( المجيرجية ) ، يقول:"يوجد هنا في هيت عشر عيون طبيعية للقير ، وأن عملنا متعب وصعب جداً  ،إلّا أن رزقنا وعوائلنا يقف على هذه المهنة الشاقة وقد اعتدنا عليها ،ولا نستطيع العمل بمهنة أخرى"، موضحاً أن "جميع الحكومات المحلية المتعاقبة لم تلتفت الى هذه الثروة الطبيعية ولم تولي أي اهتمام بشأن تطويرها والاستفادة منها" .
وأشار الى أن "أقضية ونواحي المحافظة تعتمد على مادة القير في دهان الأسطح حديثة البناء ،ومن هذه يتم توريد القير لهم ".