قلعة صالح معلم تأريخي في قلب ميسان

تحقيقات وتقارير
  • 30-03-2021, 09:50
+A -A

ميسان – واع - شذى السوداني وعبدالحسين بريسم 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
قلعة صالح التي كانت قديماً تسمى بـ (الشطرة) ثم سميت (شطرة العمارة) تمييزاً لها عن شطرة المنتفك ،وذلك في العام 1884وقد سميت بـ (قلعة صالح) نسبة الى (صالح سليمان النجدي) الذي انتدبته الحكومة العثمانية لمحاربة العشائر التي امتنعت عن أداء الرسوم وهو الذي انشأ القلعة في الموقع الذي كان قد عسكر فيه ،فسميت بهذا الاسم، وهو الذي أشرف على إسكان مجاميع من الناس على ضفتي نهر (الكرمة) الذي يربط نهر دجلة بنهر المجرية ،وهكذا اتسعت المدينة حتى أصبحت قضاء تابعاً إلى مدينة العمارة.
وقال المؤرخ والكاتب ومدون تاريخ قلعة صالح حطاب العبادي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "قلعة صالح شيدت العام 1884 وقد بنيت الأبنية على الجانب الأيسر من نهر دجلة، وكان يربطها بالجانب الأيمن (عبارة) تحولت بمرور الزمن إلى جسر مكون من عدد من السفن (المهيلات) يشد بعضها بعضا فأصبحت سوقا كبيرا وفيها من النفوس حسب إحصاء 1930 (3045)، ثلثهم من الصائبة المندائيين الذين أقاموا معابدهم الدينية (المنادي) في موضع يقال له (لطلاطه) وأصبح عدد نفوسها زهاء 5000 في العام 1947 ،وهم خليط من المسلمين والصابئة واليهود".
طبقات المجتمع 
وأضاف أن "المجتمع في قلعة صالح مكون من طبقة الموظفين الذين يديرون شؤون القضاء إدارياً ،وطبقة من أبناء العشائر الذين نزحوا من مرقدي (عبد الله بن علي بن ابي طالب) ، ونبي الله (العزير) وهم العطارون ، والبقالون ، والوزانون وغيرهم من ارباب الحرف الشعبية،  ومن عشائر مختلفة، وطبقة من أبناء الصابئة الذين يمارسون صياغة الحلي، وطبقة من اليهود الذين نزحوا من منطقة مرقد نبي الله (العزير) ، وكانوا يشتغلون بالربا وبيع المشروبات الروحية ومنها الخمور".
أول سكان المدينة
وأشار إلى أن "أول من سكن المدينة جماعة من النجادة الذين دخلوا المدينة صحبة الدللي باشا صالح سليمان النجدي ،وبعد ذلك سكن المدينة أصحاب الحرف الشعبية وخاصة البنائين".
محلات القلعة
وأوضح أن "قلعة صالح مكونة من عدة محلات، وهي محلة الصائبة في لطلاطه في الجانب الايسر من نهر دجلة، ومحلة السليمانية وحدودها من الجسر إلى علوة الأسماك ،وكان أغلب سكانها من اليهود، ومحلة الغربية التي تقع على الجانب الأيسر من نهر الكرمة، الذي اندثر وأصبح شارعاً، ومحلة الحسينية ،وهي المحلة التي تقع على الجانب الايمن من نهر الكرمة المندثر".
مجتمع قلعة صالح
ولفت إلى أن "مجتمع قلعة صالح لم يتغير منذ تأسيس المدينة حتى قيام ثورة 14/تموز/1958 عندما شرعت الثورة قانون الاصلاح الزراعي رقم 30/1959 الذي حدد العلاقات الزراعية وانهى مرحلة الإقطاع، إذ كانت جميع الأراضي في قلعة صالح موزعة بطريقة الالتزام على 26 شخصا، منهم 18 من شيوخ العشائر و 8 أشخاص من المزارعين الكبار".
أشهر الأسر 
وذكر أن "من أشهر الأسر التي سكنت القضاء ،هم بيت مرزوك ،وبيت دمعة ،وبيت احمد حميدي الخفي ،وبيت سيد جواد القزويني ،وبيت الشيخ عبد المجيد الهاشمي ،وبيت الشيخ محمد حسين الحر العاملي ،وبيت الحاج علي البهار الظالمي ،وبيت احمد الخماس ،وبيت عاشور الحسن ،وبيت قاسم الحاج علي ،وبيت هادي السعيد ،وبيت عمران ،وبيت درجال السماري ،وبيت حامي عبيد ،وبيت مله سليمان الصالح ،وبيت الشيخ حسين الخزعلي ،وبيت السيد عريبي البو حية ،وبيت الشنك ،وبيت حسين الشندل التميمي ،وبيت منصور الزاير ،وبيت محسر المالكي ،وبيت سلمان الغرباوي ،وبيت فرعون المصارع ،وبيت مصلح ،وبيت ناموس ،وبيت الشتالي ،وبيت العيدي ،وبيوت
أخرى كثيرة".
وبين أن "المختار في القضاء كان ينتخب من عامة الناس ،وهم على التوالي  ،منصور الزاير ،وحسين علي الشندل ،وكاظم الدرجال  ،وآخرون، ثم أصبح لكل محلة مختار" .

أقدم مدرسة 

وأكد المؤرخ أن "أول مدرسة افتتحت في قلعة صالح في حزيران عام 1917 هي مدرسة قلعة صالح الابتدائية التي شيدت بنايتها الحالية من تبرعات المواطنين ،وبنيت عام 1925في زمن الجنرال مود أي عصر الانتداب البريطاني، وافتتحت ثاني مدرسة في عام 1949 وسميت مدرسة الأندلس ولاتزال المدرسة على وضعها منذ ذلك التاريخ".
عاصمة ملوك البحر

وعن تاريخ قلعة الصالح القديم المذار، أوضح أن "المذار كانت قديماً عاصمة دولة(ملوك البحر) التي تقع على الجهة الشرقية من نهر دجلة، وان الشواخص الاثرية محتشدة فيها". 
وتابع "فتحها عتبة بن غزوان عام 14 للهجرة ومن اعلامها محمد بن أحمد بن زيد المذاري وابو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين المذاري واستشهد فيها عبيد الله بن علي بن أبي طالب(ع) في معركة مصعب بن الزبير والمختار الثقفي والعلا المذاري ومحدث وراوي وكان وهو من إشراف العلويين في المدينة ورئيسهم، ومحمد بن أحمد بن زيد المذاري، وابن كلدة، ومحمد بن عبد الله قد تولى القضاء في المذار ثلاثين سنة، وكذلك أبو القاسم بن علي الحريري صاحب مقامات الحريري امام اللغة والنحو توفي فيها عام 514 للهجرة ودفن قريبا من مرقد عبيد الله بن علي (ع)، وهناك شخصيات كثيرة كان لها لمسات في تاريخ هذه المدينة وهي تبعد حوالي ثمانية كيلو عن قلعة صالح الحالية".