العراق والدبلوماسية السياسية

مقالات
  • 25-03-2021, 09:24
+A -A

علي حسن الفواز
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
النشاط الدبلوماسي الفعال للحكومة العراقية يعكس أهمية تنشيط البيئة السياسية الاقليمية والدولية لتكون عنصرا داعما للسياسات الداخلية، ولمواجهة الكثير من التحديات الامنية والاقتصادية، فضلا عن دورها في استعادة دور العراق السياسي المحوري في المنطقة التي تشهد صراعات وأزمات عميقة وخطيرة، والتي تحتاج الى مواقف ومعالجات تنسيقية فاعلة، مثلما هي حاجتها الى بيئة سياسية تمتاز بالقدرة والحيوية والأهلية، وهذا ما يُعطي للدبلوماسية العراقية زخما كبيرا، على مستوى صياغة العقد السياسي الاقليمي والعربي، وعلى مستوى تعزيز الثقة بالخطاب السياسي العراقي الجديد، لايجاد الفرص المناسبة والواقعية لادامة العلاقات السياسية مع دول الاقليم والعالم، ولايجاد المشتركات الاساسية بين العراق وتلك الدول، لاسيما التحديات الأمنية والصحية والاقتصادية والاستثمارية.
نجاح هذه الدبلوماسية ما كان ليحدث، لولا المواقف السياسية التي بات يتبناها العراق، والتي أكسبته الثقة، واعطته فرصا واسعة لفتح آفاق جديدة للتنسيق والانفتاح باتجاه سياسة خارجية متوازنة تقوم على خطاب واضح يدعو لاستقرار المنطقة، ولمعالجة ملفاتها الصراعية عبر الحوار والتفاهم بعيدا عن خيارات المحاور والحروب وصناعة الازمات.
القمة الثلاثية بين الاردن والعراق ومصر خلال الايام القادمة تعدّ عنوانا بارزا لهذه الدبلوماسية والسياسية، ورغم أنها تأتي استكمالا للاجتماعات السابقة بين الدول الثلاث، إلّا أنها تُسهم في دعم السياسات العراقية ومواقفها ازاء الملفات المعقدة، وباتجاه استعادة دور العراق الاقتصادي النشط في الميادين المتعددة، وحتى زيارة البابا تدخل في سياق النجاح الدبلوماسي فضلا عن اهميتها الروحية في ايجاد بيئة للتسامح والحوار بين الاديان والثقافات، كما تمثل زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ال ثاني، فضاء للانفتاح السياسي على مجلس التعاون الخليجي. 
إن جوهر هذه الدبلوماسية هو تأطير الجهود لإقامة شراكات سياسية واضحة وواقعية، وعبر اتفاقات اقتصادية وثقافية وصحية واستثمارية تصب في تعزيز موقع العراق الجيوسياسي من جانب، فضلا عن دورها في تعظيم الموارد الاقتصادية العراقية عبر فتح المجالات الاستثمارية للشركات العربية والاقليمية من جانب آخر، وفي سياق تهيئة الاجواء لأن تكون هذه الدبلوماسية الفاعلة عنصرا مهما في توسيع مشاركة العراق في المحافل الدولية والاقليمية والعربية، وفي استقطاب رؤوس اموال واسواق ونشاطات اقتصادية ورياضية وثقافية مقبلة.