الكروموسوم الحادي والعشرون

مقالات
  • 22-03-2021, 09:00
+A -A

 عبدالزهرة محمد الهنداوي
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
لاذنب لهم، سوى ان الله منحهم كروموسوما اضافيا، فصار عندهم (21) من الكروموسومات، مما تسبب في إحداث تغييرات خَلقية تبدو واضحة من مُحيّا وجوههم وبنائهم الجسماني، أولئك هم المصابون بـ(متلازمة داون)، او كما  يُطلق عليهم العراقيون بقسوة ( المنغوليين)، بل تصل القسوة بالبعض الى تشبيه كل ماهو قبيح او سيئ بـ(المنغولي)، متناسين ان هؤلاء (المنغوليين) - كما يسمونهم- إنما هم بشر مثلنا، يحملون ما نحمل من المشاعر والأحاسيس، بل أكاد أجزم أنهم يحملون إحساسا مرهفاً بالجمال، وتكتنفهم ارواح مملوءة بالمحبة للآخرين، ولكن للأسف ان الآخرين يتعاملون معهم بسخرية وقسوة مفرطة، والمؤلم في الأمر، أن البعضإن شاهد شخصا ممن حصلوا على الكروموسوم الزائد، فانه يطلق لإلفاظه السيئة،  وحركاته البهلوانية، العنان، ساخراً من هذا الانسان، دون أن يعلم أنه يسخر من نفسه.  
هؤلاء لديهم قدرات هائلة على العطاء، بل ويتميزون في اداء اعمالهم ومهامهم، لدرجة انهم يتفوقون على أولئك الذين يسخرون منهم، فمنهم من نبغ في الموسيقى، واخر في النجارة، وثالث في الرياضة ورابع في الهندسة وخامس في التقنيات الالكترونية.. الخ، ومعنى  هذا، انهم ليسوا متخلفين، كما يعتقد البعض ويسعى للسخرية منهم، انما هم مختلفون عن الاخرين، وهذه هي طبيعة البشر، فهناك الابيض وهناك الاسود والاصفر والطويل والقصير والسمين والنحيف، وهنا ينبغي علينا ان نعامل هؤلاء البشر الطيبين،  بإنسانية، كما يعاملهم العالم في الدول الأخرى، وتسعى تلك الدول إلى توفير كل متطلبات الحياة لهم من اجل تمكينهم وإدماجهم في المجتمعات، ليكونوا اعضاء نافعين يعتمدون على انفسهم في توفير متطلبات حياتهم ، فهم ليسوا معاقين ولا عاجزين، انما يحتاجون الى تمكين فقط، ومن  هذا الباب، فقد خصصت  الامم المتحدة، يوما سنويا للمصابين بـ«متلازمة داون» هو يوم 21 آذار من كل عام، لكي يحتفل العالم بهم، ومن ثمّ رفع مستوى الاهتمام الحكومي والمجتمعي بهذه الشريحة الهشة، وضمان حقوقها في الرعاية الصحية والتعليم، والعيش الكريم لها، بينما نحن  في العراق، ما زلنا نسخر منهم، ومستوى الرعاية المقدمة لهم، متدنية جدا، وما موجود من مراكز ومعاهد لرعايتهم، أما حكومية، ينقصها الكثير من المتطلبات، او أهلية، تكاليفها مرهقة للأسرة، لذلك فإن الحال بحاجة إلى المزيد من الاهتمام من خلال إطلاق المبادرات، لتوفير الرعاية المناسبة وتفجير طاقات اصحاب «متلازمة داون».