نص كلمة الكاظمي بمناسبة اختتام زيارة البابا إلى العراق

سياسية
  • 8-03-2021, 12:00
+A -A

بغداد – واع
تنشر وكالة الانباء العراقية(واع)،اليوم الاثنين، نص كلمة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بمناسبة اختتام زيارة قداسة البابا فرانسيس الى العراق.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
فيما يلي نص الكلمة
بـسم الله الرحمن الرحيم
شعبنا الكريم العزيز..
بكل حفاوة وتقدير يودّع شعب العراق اليوم قداسة البابا فرنسيس بمثل ما استقبله من محبة وكرم وأصالة انسانية.
لقد مثلت هذه الزيارة العزيزة الكريمة بكل ما حفلت به من مظاهر ترحيب ومن إجماع وطني على إنجاح مقاصدها النبيلة ، نقطةً مضيئةً جسدت جوهر شعبنا المُحب الصّادق الحضاري المؤمن بقيم العدالة والسلام .
وصلت رسالة قداسةِ البابا الى كل أنحاء العالم وهو يجول بقلبٍ مفعم بروح الأمل في مدن العراق الحبيبة .
ووصلت رسالة شعبنا الى كل شعوب الأرض لتقول :
نحن شعب العراق .. شعب التاريخ والحضارة لقد عانينا الكثير من الحروب .. وسال الدم على أرضنا حتى ارتوت .. ونشـر الموت طوال عقود ظلاله السود في منازلنا .. وعاثت في ربوعنا غربان السلاح والفساد والإرهاب والكراهية ..
لكن مَعدننا الأصيل لم يصدأ .. لأن روح الحياة وحب السلام والتمسك بالقيم الانسانية لم يصدأ ..
ليس في نفوسنا سوى المعاني الإنسانية الكبيرة ..
لقد عشنا سوية طوال اكثر من ستة ألاف سنة مضت وما زلنا معاً ..
نمسك بيد بعضنا بتعدد أدياننا ومذاهبنا وقومياتنا كما تماسكت أيادي سماحة السيد السيستاني وقداسة البابا ..
العراق رسالة الانسانية والسلام والعراق تاج التسامح،  .. وبغداد مدينة السلام ومنبر الحركة الفكرية.
شعبنا الحبيب العزيز ..
ان العراق أمام فرصة حقيقية لاستعادة دوره التاريخي في المنطقة والعالم رغم كل العقبات والتحديات،
واننا كحكومة متمسكون بإرادة شعبنا في تحقيق الأمن والسلام والاعمار والازدهار .
وعلى أساس هذه المسؤولية التاريخية، وفي أجواء المحبة والتسامح التي عززتها زيارة قداسة البابا لأرض العراق، أرض الرافدين ، نطرح اليوم الدعوة الى (حوار وطني) لتكون معبراً لتحقيق تطلعات شعبنا .
إننا ندعو جميع المختلفين من قوى سياسية وفعاليات شعبية وشبابية احتجاجية، ومعارضي  الحكومة الى طاولة الحوار المسؤول أمام شعبنا وأمام التاريخ، ندعو قوانا وأحزابنا السياسية الى تغليب مصلحة الوطن والابتعاد عن لغة الخطاب المتشنج والتسقيط السياسي، والى التهيئة لإنجاح الانتخابات المبكرة، ومنح شعبنا فرصة الأمل والثقة بالدولة وبالنظام الديمقراطي..

شبابنا العراقي، شبابنا في كل مكان.
أدرك حجم معاناتكم وطموحاتكم والحيف الذي لحق بكم، ولكن علينا أن نصبر وأن نتوحد من أجل العراق ومن أجل الوطن ومن أجل المستقبل الذي يليق بأجيالنا، ولهذا فالحكومة تحتاج الوقت الكافي لحماية العراق وترتيب بيتنا العراقي الوطني..
إن توتير الأوضاع ليس من مصلحة البلد، ويجب منح الوقت الكافي للحكومة للبناء على ماحققت خلال الفترة الماضية، وتأمين الانتخابات على أسس رصينة ونزيهة.
إخوتي ..اعزائي من المعارضين.. أدعوكم وبكل صدق، الى حوار مفتوح وصريح مع الحكومة على أساس مصلحة البلد وأمنه وسيادته، وعلى قاعدة حفظ أمن العراق ودعم الدولة وسيادة القانون.
إن الحوار الستراتيجي الذي بدأته الحكومة حول ترتيبات التعاون مع التحالف الدولي قائم في الأساس على إيجاد البيئة والتوقيتات لاخراج كل القوات المقاتلة من أرض العراق، ضمن آليات فنية زمنية متفق عليها مع الحفاظ على أفضل العلاقات مع دول التحالف، وبما يضمن سيادة العراق وأمنه..
كما أدعو الى حوار وطني حقيقي عميق، وعلى كل المستويات الرسمية والحزبية والشعبية،  للتوصل الى إطار الإتفاق النهائي للعلاقة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان بما يحفظ وحدة الأراضي العراقية، ويعالج المشاكل المتراكمة جذريًا.
لقد عكفت الحكومة منذ تشكيلها على ترميم علاقات العراق الخارجية والتأسيس لاستعادة العراق موقعه الطبيعي ووزنه الإقليمي دولياً، وحققنا خطوات متقدمة في هذا المجال وكانت زيارة قداسة البابا تعزيزاً  لهذه الخطوات، فقد نجحنا في أن يكون العراق معبرًا للتفاهم والتواصل بين العديد من دول المنطقة، وهناك استعداد دولي لدعم العراق في مشروع الاصلاح الاقتصادي بعد أن نجحنا في عبور الأزمة الاقتصادية. 
وعلى ذلك .. ندعو كل أشقاء العراق وجيرانه وأصدقائه الى ترسيخ قيم السلم والتعاون بين دول المنطقة وإبعاد شبح الحروب والخلافات والصراعات التي لن تخدم شعوبنا ذات التاريخ المشترك.
ويؤكد العراق اليوم استعداده الكامل للعب دور فعال في تكريس التهدئة وفتح أبواب الحوار لحل أزمات المنطقة، وأن يكون الجميع شركاء في التنمية لا محورًا للخلاف والصراعات.

لقد أصر العراق على رفضه أن يكون ساحة للصـراعات الخارجية ، ومنطق التعاون والأخوة هو الوحيد المقبول بالنسبة لشعبنا وللعراق. 
شعبنا الكريم ..
أقدم باسمكم شكري وتقديري الى كل من ساهم في إنجاح الزيارة التاريخية لقداسة البابا الى أرض العراق ..
من مؤسسات حكومية وفعاليات شعبية وقوى سياسية .
وأشكر باسمكم جميعًا قداسة البابا الذي أحب العراق وشعب العراق ، ولمس طيبة وعمق وأصالة هذا الشعب العظيم القوي بتنوعه .
نشكر قداستكم على كل كلمة إنصاف بحق شعبنا ، وكل دعوة للحوار والتسامح والسلام ألقيتها في ربوع العراق الحبيب ، وكل تفاعل وجداني مع التحديات التي يواجهها هذا الشعب .
 أهلي على امتداد الوطن
أنتم العراق ، على موطئ أقدامكم عاشت الحضارات الانسانية، وتلاقت ونشـرت المحبة والفكر والعلم، انتم سومر وبابل وأكد وآشور، انتم امتداد الماضي بالحاضر بالمستقبل
أنتم عراق الأنبياء والأئمة والأولياء والعلماء والمبدعين .. وأنتم الأمل المتجدد وأنتم صنّاع الحياة ..
عاش العراق ... عاش العراق