طقوس شراء الحلوى في أسواق النجف الأشرف

تحقيقات وتقارير
  • 26-01-2021, 12:49
+A -A
اعتاد زوار النجف الأشرف بعد اتمامهم مراسيم زيارة المرقد العلوي الطاهر والمزارات المقدسة، على اقتناء الهدايا والحلويات التي تشتهر بها المدينة قبل العودة إلى مناطقهم، وأكثر ما تقع عليه أعينهم، هي محال الحلوى النجفية التي تشتهر بتسمية "الدهينة".
وقال علي فارس وهو أحد العاملين في السوق الكبير لوكالة الأنباء العراقية (واع) : إن "مدينة النجف الأشرف تستقبل ملايين الزائرين سنوياً حيث يقصدون المرقد العلوي المطهر لأداء الزيارة، ثم يتوجهون الى الأسواق والمراكز التجارية المشهورة لشراء بعض الهدايا التي لها ارتباط بالمدينة المقدسة"، مبيناً أن "الوافدين من مختلف المحافظات لا يغادرون شوارع وأسواق المدينة، إلّا بعد أن يأخذوا معهم حلوى الدهينة". 
وتعددت المحال التجارية التي تبيع حلوى الدهينة في النجف الأشرف، ويوضح الحاج حسين لوكالة الأنباء العراقية، تاريخ هذا الحلوى التي اشتهرت في المحافظة خاصة وفي العراق بشكل عام، حيث يقول إن "أبا علي هو أول من عمل على صنع هذه الحلوى وبيعها في شارع زين العابدين بالمدينة القديمة"، مبيناً أنه "توفي قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما".
فيما يتحدث أبو سجاد وهو صاحب محل لبيع الدهينة عن "أبا علي"، "كان  يضع عربته الصغيرة في شارع زين العابدين قبل انشاء المحال التجارية فيه، حيث يتردد الزوار والمتبضعون على مكانه لشراء هذه الحلوى التي تتميز بنكهتها وطعمها، حتى ذاع صيته بين الناس لتبقى الدهينة هي الحلوى الأكثر شهرة ورواجا في النجف الأشرف".
ولا يختلف كثيرا من يتردد على محافظة النجف الأشرف وجود إحدى أقدم الأسواق المختصة ببيع الكتب الدينية والعلمية والثقافية، فسوق الحويش أو ما يسمى حاليا بسوق الجواهري، هو أحد أهم الأماكن التي يرتادها الزائر بعد إكمال طقوس العبادة في المرقد العلوي المطهر، وتنتشر المكتبات القديمة التي تتشابه في الطراز والمساحات، وتلاصق الكثير من المساجد التاريخية والمدارس الدينية.
ويتحدث الحاج محمد لوكالة الأنباء العراقية أن "هذا السوق يعتبر أهم سوق يتبضع منه طلبة الحوزة العلمية الكتب والمصادر التي يحتاجونها في دراستهم، إضافة إلى احتوائها على مختلف الكتب العلمية والأدبية والثقافية"، لافتا الى انه "في هذا المكان تختلط الأجناس والثقافات وكل يبحث عن ضالته ليجد ما ينشده من مؤلف في إحد أركان هذا السوق الذي يشق محلة الحويش القديمة".