شهداء المعروف

مقالات
  • 25-01-2021, 06:52
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
عبد الهادي مهودر

ليست المرة الأولى التي يفجر فيها ارهابي نفسه بين عراقيين، هبوا لنجدته ولن تكون الأخيرة، حدث ذلك في تفجير الخميس الماضي المزدوج بساحة الطيران وسط العاصمة بغداد، والفكرة الشيطانية التي استند اليها المخططون والارهابي المنفذ يكشف عنها مشهد تجمهر المواطنين حول الارهابي الذي مثل عليهم دور المريض المحتاج لمساعدة وإسعاف، لكن الذين استشهدوا لم يشعروا بصدمة الغدر والخسة والنذالة، فهل كانت لحظة التفجير أرحم عليهم من اكتشاف استغلال فطرتهم الانسانية وغيرتهم العراقية المشهودة والمشهورة ؟! هذه الغيرة المتأصلة نقطة الضعف ولعلها نقطة القوة وسر البقاء ولا يمكن أن يتخلوا عنها ولو قطعوا تقطيعا، امتحنتهم الخطوب واختبرتهم برامج الصدمة والكاميرا الخفية وشاهد المواطن العربي كيف تتفجر غيرة العراقي وتفيض مشاعره ويفقد السيطرة على انفعالاته

في لحظة إثارة إنسانية مصنّعة لاختبار الموقف وسرعة الإغاثة ومدى الصبر ومقدار الغيرة.

لن  يتغير العراقيون مهما استطال البلاء واستبد الألم وتكررت التجارب الدامية والتمثيليات الشيطانية ولن يقطعوا سبيل المعروف على الرغم من كل محاولات اولاد الحرام لقطع سبيل المعروف وسيموتون في سبيله حتى يلاقوا ربهم ويتخاصمون عنده.

وفي حسابات الربح والخسارة حقق الارهابي مبتغاه بنجاح خطته الشيطانية وخسر صانعو المعروف حياتهم وفجعت بهم اسرهم وفي الحسابات الاخلاقية للصراع الإنساني ينتصر الشهداء وينتصر الدم البريء على سيوف الظالمين، وهؤلاء وأمثالهم (شهداء المعروف) ماضيا وحاضرا ومستقبلا والرحمة الالهية تغمدتهم، فلم يشعروا بصدمة الغدر وعضة اليد، كما نتألم  نحن الأحياء من مأساة صدمة المعروف في غير أهلهِ، الأقسى من طعنة بروتس هي صدمة قيصر لحظة الغدر من حيث لا يتوقع قبل تلقيه طعنات الخناجر.