من كنيسة السيدة العذراء.. الحب الإلهي يوحدنا

محلي
  • 25-12-2020, 06:07
+A -A
بغداد – واع – فاطمة رحمة
استذكر العراقيون ميلاد السيد المسيح "عليه السلام" ليلة الرابع والعشرون من كانون الأول بقداسات ملأت فضاءات الكنائس بالبخور والتراتيل والأدعية وأصوات الأجراس والفرق الكنيسية التي أنشدت أنغاماً روحانية من قلب الكتاب المقدس ،تدعو إلى المحبة والسلام والطمأنينة، بمشاركة جميع مكونات المجتمع العراقي الذين حضروا القداس تبركاً بالميلاد، مرددين آيات من سورة مريم "عليها السلام" وهم يوقدون الشمع في المحراب تحت أيقونتها ويوفون نذورهم، فيما حرصت القوات الأمنية على المشاركة في هذه الطقوس الدينية وتأمين فعاليات الكنائس في هذا اليوم الميمون.
وكالة الأنباء العراقية (واع) حضرت قداساً من داخل كنيسة (انتقال مريم العذراء) في منطقة المنصور والتقت الأب ميدين شامل راعي كنيسة السيدة العذراء وقال: "هذا العيد هو فسحة أمل ورجاء لكل الناس، رغم الألم والضيق يقابله فرح وسرور ،وأيضاً فرصة لإعلان السلام بين المؤمنين، ولادة السيد المسيح (عليه السلام) ،هي ولادة الخير والطمأنينة لكل البشرية، ومشاركة إخواننا المسلمين في عيدنا  خير دليل على تآخي الأديان والشعوب في ما بينهم"، مشيراً إلى أن"اليوم تفتح أبواب السماء ،ويرفع الدعاء ،وتهدأ النفوس وينزل الغيث وتقبل التوبة، فالنصلي جميعاً تبركاً بهذا الميلاد".
من جانبه أضاف الشماس فادي رما : "نحن في العراق نعيش بديانات وأطياف ومذاهب مختلفة يوحدنا الحب الإلهي، نحترم طقوس بعضنا البعض ،ونشارك فيها، الجميع يتشاركون في أفراحهم وأحزانهم، ولدينا موكب ينصب في أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) إيماناً بمبادئها التي استشهد من أجلها" مؤكداً" أن كل الأديان تدعو إلى السلم والمحبة ،ونحن بدورنا نسعى إلى ترسيخ هذه المبادئ".
بدوره أشار مدير نجدة بغداد الكرخ العميد حكمت عامر حسن إلى أن "الإجراءات التي تقوم بها نجدة الكرخ في هذا اليوم المبارك هي بسيطة لا تثقل كاهل المواطن، بالنسبة لانسيابية السير وحركة المواطن بالتبضع، واليوم الجميع يشارك الأخوة المسيحيين في أعيادهم وتوفير كل ما يلزم من تسهيلات أمنية لحمايتهم".
إلى ذلك أوضحت مسؤولة التشريفات في كنيسة السيدة العذراء آن عصان عزيز متي أن "من كان لديه مجتمع يتقبل الآخر يستطيع أن يعمل المستحيل، وهنا علينا نشر الوعي والثقافة وفصل الدين عن السياسة حتى نحرث أرض خصبة لغرس هذه الأفكار، وأن نحترم الإنسان الذي هو من خلق الله وصنعه ويكون مبدأنا ومطلبنا الأول والأخير هو السلام ".
وبين الشماس توني حنا أن "ترتيب الأولويات هو من أصعب ما يكون، وعلينا أن ننظر للآخر ليس بمقاييس الانتماء الديني أو المذهبي ،وإنما بمقياس الرحمة والألفة والمحبة التي هي منزلة من الله تعالى ،وهي خير سلاح نواجه به كل من يريد أن يفرقنا أو يزرع الفتنة بيننا، وفي هذا اليوم المبارك ندعو الرب أن يحفظنا جميعاً وأن يحمي بلدنا من أي مكروه ،وكل عام والعالم أجمع بألف خير".