مزاد يومي أم نافذة بيع؟

اقتصاد
  • 15-12-2020, 05:42
+A -A
بعد التغيير النيساني عام 2003 والتصريحات الاميركية حول فشل السياسة المالية العراقية وتخلف القطاع المصرفي وقرارات الحاكم بول بريمر بمنع تصدير أي منتجات عراقية غير النفط، وفتح الحدود للاستيراد وعدم فرض التعرفة الجمركية والضرائب على ما يستورد من بضائع، ازدهر تأسيس المصارف والشركات المالية ومكاتب الصيرفة والتوسط ببيع وشراء العملات حتى بلغت (24) مصرفاً تجارياً اهلياً و (10) مصارف اسلامية، و(18) شركة تحويل مالي تحولت الى مصارف اسلامية، و (19) مصرفا تجاريا اجنبيا، ومصرفين اسلاميين اجنبيين، و (13) شركة لخدمات الدفع الالكتروني، و(5) مؤسسات مالية، و(15) شركة تحويل مالي، و(7) شركات استثمار مالي،            و (58) شركة صيرفة مندمجة تحت الفئة A، و(29) تحت الفئةB، و(1697 شركة صيرفة وتوسط بيع وشراء العملات، مقابل (7) مصارف حكومية.
رغم عدة وعديد المصارف الحكومية والاهلية، بقيت النشاطات المصرفية والمالية، بسيطة وغير مؤثرة بتاتا، في حركة وتنشيط الاقتصاد العراقي، الذي شل بالكامل، وبعد اعتماد ما يعرف بمزاد العملة اليومي، والذي تحول إلى منبع ارباح مالية كبيرة للمصارف والشركات المالية الاهلية المملوكة لجهات متنفذة في مفاصل الدولة العراقية، اذ تتحدث التقديرات عن اكثر من (500) مليار دولار باعها البنك المركزي منذ عام 2003 بفارق سعر يتراوح بين (4) الى (6) دولارات في سعر الورقة فئة (100) دولار.
 المفوضية الأوروبية أدرجت العراق إلى جانب دول أخرى، ضمن قائمة الدول التي تشكل مخاطر مالية على الاتحاد، بسبب القصور في مكافحة غسيل الأموال، وتفشي الفساد المالي، وعدم وجود آلية مراقبة على التعاملات المالية، وبوجه الخصوص على مزاد العملة اليومي، اذ ترتكز حساسية المزاد كونه المنفذ الوحيد لإخراج العملة الصعبة من البلاد، كما ويعد مرتكزاً للأمن الاقتصادي، الاتهامات تجاوزت غسيل الأموال بدواعي التربح، وهذا ما يعترف به البنك المركزي في ورقة أصدرها عام 2019 ، الا ان المزاد يستهلك جهدا ووقتا، كان يفترض أن يصرفه البنك في دعم السوق العراقية، وأداء دوره الحقيقي، الورقة قالت أيضا إن من غير الممكن إلغاء المزاد تماما، لأن هذا سيتسبب بتضخم كبير في السوق العراقية، حتى ذلك الحين، أي وقت ايجاد الحلول المناسبة لتقييد مزاد العملة تبقى موارد البلاد نهبا متاحا للمصارف والتجار، كما يبقى السؤال هل هو مزاد يومي ام نافذة لبيع الدولار؟ وحتماً الفرق بينهما كبير.