النجف الأشرف.. قلة المدارس تحدٍ يواجه واقع التعليم

تحقيقات وتقارير
  • 22-09-2020, 12:47
+A -A

 
النجف الأشرف- واع- حيدر فرمان

بين مدارس طينية وأخرى هياكل حديدية لم تنجز منذ سنوات يتوقف الواقع التعليمي بالعديد من المحافظات مراوحا في مكانه في ظل تلكؤ مئات المشاريع التي توقف بعضها منذ أكثر من عشر سنوات.
وفي محافظ النجف الأشرف، تسع مدارس حديدية وهي حصة المحافظة من تلك المدارس لا تزال مجرد هياكل على الرغم من أن العمل بها بدأ عام 2008.
وكالة الأنباء العراقية (واع) سلطت الضوء على ملف المدارس الحديدة المتلكئة، لاسيما وإن وزارة التربية أعلنت عن قرب بدء العام الدراسي في ظل تفشي جائحة كورونا والتي قد تفرض واقعا جديدا يتطلب أعدادا محدودة من الطلاب في الصف الواحد.
هدر الأموال

مدير عام مديرية تربية النجف الأشرف الدكتور عادل البصيصي تحدث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، عن أسباب تلكؤ مشاريع بناء المدارس قائلا: إن "حالات فساد كبرى رصدت من قبل هيأة النزاهة أثناء تحقيقها في مشروع المدارس ذات الهياكل الحديدية، لمعرفة أسباب الفشل  في الإنجاز ، خاصة وأن هناك مدارس أخرى تم هدمها ولم تبن مما تسبب بأزمة كبيرة في استيعاب الطلبة الذين تم نقلهم إلى مدارس أخرى بشكل مؤقت".
وأضاف، أن "مشاريع متعددة أطلقت منذ عام 2008 لبناء مدارس حديثة تواكب نظيراتها في العالم لكن الفساد كان حائلا دون إنجازها مما تسبب في هدر 225 مليار دينار من المال العام والتي صرفت على مشروع مدارس الهياكل الحديدية التي لم تر النور حتى اللحظة"، لافتا إلى أن "العام الدراسي المقبل على الأبواب والذي سيكون استثنائيا بسبب تفشي جائحة كورونا، و هو ما يمثل تحديا كبيرا في تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي والوقاية الصحية بين الطلبة تحت وطأة نقص الأبنية المدرسية في المحافظة".

البحث عن حلول

وأوضح البصيصي، أنه "فيما يتعلق بمشروع رقم واحد والهياكل الحديدية ومشاريع الهدم والبناء ملف سيئ ، لأنه لم يعد له الآليات الكافية لإنجاحه وإنجازه، ومع الأسف كانت هناك مدارس نوعا ما جيدة هدمت و لم تبن حتى هذه اللحظة، ومر عليها أكثر من سبع سنوات وما زالت متلكئة مما سببت كثافة عددية للطلبة في مدارس أخرى وأزمة في آلية التعليم"، مبينا أن "المحافظة وفي الواقع الصحي الحالي تحتاج إلى أبنية جديدة لتطبيق التباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية الصحية، و هذا ما لا يتوفر حاليا في البنى التحتية المدرسية في المحافظة".
وتابع، أن "تربية النجف ناقشت هذه التحديات مع خلية الأزمة المحلية ومع وزير التربية لتحديد آليات جديدة لبدء العام الدراسي المقبل وسط أزمتي كورونا وقلة الأبنية المدرسية"، مشيرا إلى أنه "تم وضع بعض الحلول الآنية منها تقسيم دوام الطلبة حسب أيام الأسبوع، و استخدام التعليم الإلكتروني كخيار رديف ومساعد للتعليم الحضوري وسيتم ذلك عبر منصة نيوتن". 
وأكد البصيصي أن "خيار تقسيم الدوام للطلبة سيكون فقط للتعليم الثانوي دون التعليم الأساسي كون التعليم الأساسي يعد اللبنة الأولى لتمكين وتأهيل الطالب" . 

مخاوف المواطنين

المواطنون في محافظة النجف الأشرف أعربوا عن مخاوفهم عن إمكانية تعرض إبنائهم الطلبة إلى الإصابة بفيروس كورونا في حال لا توجد حلول لمشكلة اكتظاظ المدارس بالطلاب، المواطن فارس الزرفي قال ل(واع)، إن "المواطنين استبشروا خيرا عندما انطلق مشروع مدارس الهياكل الحديدية قبل سنوات عدة، وإحدى تلك المدارس في نفس المنطقة التي أسكنها، لكن للأسف لم تكتمل ومر عليها اثنا عشر عاما وهي على الحال نفسه".
وأضاف، أن "أولياء أمور الطلبة قلقون على أبنائهم بسبب انتشار جائحة كورونا"، داعيا إلى "تطبيق إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي وكذلك الإسراع في إكمال جميع المدارس قيد الإنشاء لحل مشكلة الزخم داخل المدارس".
أما المواطن خالد الشكري أكد أن "المحافظة تحتاج إلى مدارس حكومية جديدة لاستيعاب زيادة عدد الطلبة وحتى يطمأن الأهالي على سلامة أبنائهم لأن الوضع وفي ظل قلة عدد المدارس يبقى غير آمن بسبب انتشار الجائحة مما دفع بعض المواطنين إلى إرسال أبنائهم   للمدارس الأهلية لقدرتهم على دفع المبالغ المطلوبة، وهذا ما لا يستطيع عليه معظم المواطنين بسبب الحالة الاقتصادية وعدم توفر فرص العمل"