خلية الصقور تنفذ سلسلة عمليات نوعية للقضاء على بقايا داعش

أمن
  • 22-07-2020, 06:12
+A -A

بغداد / سعد السماك


تقود خلية الصقور الاستخبارية ومديرية الاستخبارات ومكافحة الارهاب في وزارة الداخلية حربا سرية شرسة في مختلف مناطق البلاد لمواجهة عناصر «داعش» الارهابية المتسربين من الباغوز ومخيم الهول في سوريا، وكشف رأس الخلية «أبو علي البصري» عن أن الزعيم الحالي لتنظيم «داعش» الارهابي أمير محمد سعيد التركماني (الملقب بعبدالله قرداش) يسعى لإعادة ترتيب صفوف مجاميعه المهزومة  بالتركيز على المحافظات المحررة وأطراف العاصمة بغداد والبصرة وكربلاء، وكذلك في دول  المنطقة، ودولياً يحاول أن ينشط في أوروبا وجنوب شرق آسيا وشمال أفريقيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق.
وكشف القائد البصري في حديث خاص لـ«الصباح»، عن «تنفيذ سلسلة عمليات نوعية بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة خلال شهري أيار وحزيران الماضيين أسفرت عن  إلقاء القبض على نحو 419 إرهابيا  من المطلوبين بارتكاب جرائم إرهابية والانضمام  لخلايا داعش بمختلف مناطق البلاد (نينوى، البصرة، بغداد، كركوك، صلاح الدين، الرمادي، أربيل  والسليمانية)».
وأحصى مدير عام الاستخبارات ومكافحة الارهاب في وزارة الداخلية أيضاً، «عمليات أخرى مؤازرة لجهود المديريات المتخصصة بواجبات جنائية ومكافحة المخدرات والجريمة المنظمة»، مبيناً «اعتقال نحو 409 مطلوبين  للقضاء بجرائم مختلفة للفترة المذكورة، فضلاً عن ضبط 61 عبوة ناسفة ونحو 144 صاروخا مخبأة  في مناطق نائية للتمويه والاستخدام لعمليات انتحارية، والعثور على 17 كدس عتاد تحوي أعتدة مختلفة وبمناطق متفرقة». 
ونبه البصري إلى أن «داعش الذي خطط لتكون تلك المخابئ والاكداس بمأمن عن عمليات الرصد والمتابعة الاستخبارية؛ قد خسرها جميعا بعمليات نوعية، مما أضعف قدرته على التجهيز اللوجستي وإعداد العبوات الناسفة»، مؤكداً أن «أبطال الداخلية سيلاحقون بقايا داعش حتى القضاء على الوجود الارهابي بالبلاد».
الى ذلك، أكد البصري أن «وزير الداخلية الفريق عثمان الغانمي؛ يولي اهتماماً خاصاً بالعمل الاستخباري خلال توليه الوزارة، للقضاء على بقايا  عناصر داعش الارهابية وتفكيك الخلايا النائمة، ومطاردة مافيات تجارة المخدرات والجريمة المنظمة والجرائم الغامضة، بما يحقق فرضا تاما  للأمن  والسلم الاجتماعي». 

وكر أبو غريب
وكشف رئيس خلية الصقور مدير عام استخبارات ومكافحة الارهاب في وزارة الداخلية، تفاصيل عملية اقتحام وكر الإرهابيين فى قرية المعامرة الزيدان بمنطقة أبو غريب جنوب غربي بغداد، وأوضح البصري، «جرى تنفيذ العملية بتاريخ (13/ 7/ 2020) وقتل وتفجير من كان في الوكر، وأضاف، إنه «وفقاً لمعلومات مصادر الخلية والمديرية؛ أفادت بإصدار داعش أوامره لعناصره للقيام بعمليات إرهابية لاستهداف بغداد بتفجيرات انتحارية، وبعد التحري وجمع المعلومات أصدرنا أوامرنا لقوة مشتركة من خلية الصقور والفرق التكتيكية في المديرية لاقتحام الوكر، وخلال تبادل لإطلاق النار تمكنت القوة المهاجمة من محاصرة الوكر، وبعد تضييق الخناق على الإرهابيين ومقابلتهم وجهاً لوجه؛  قام أحد الإرهابيين بتفجير نفسه أثناء اقتحام الوكر، واستطاعت القوة قتل الارهابيين الانتحاريين  الخمسة الذين كانوا بداخله». 
وتابع : «أسفرت هذه العملية أيضاً عن استشهاد منتسب لخلية الصقور عبد الامير الزبيدي واستشهاد ضابط من القوة الماسكة لقاطع أبو غريب برتبة مقدم من الفوج الاول لواء 54»، مشدداً على انه «بالرغم من هزيمة تنظيم داعش الارهابي والقضاء على قياداته وخسارته عسكرياً للأراضي في سوريا والعراق عامي 2016 و2017، إلا أنه لم يتم القضاء عليه تماماً  ولا يزال خطره قائماً على الأمن الوطني والسلم العالمي»، وأضاف مستدركاً بأن  «خلية الصقور والاجهزة الامنية تسعى الى تطوير عمليات الاختراق للغرف المظلمة بالتنظيم، لضمان تدفق المعلومات التي تُشكل السلاح الرئيس في مواجهة الإرهاب وإحباط محاولاته».

خلافات داعشية
وفي إعلان لخلية الصقور هو الأول من نوعه، أكدت أن المدعو أمير محمد سعيد (الملقب بعبدالله قرداش) هو الزعيم الحالي لداعش الإرهابي، وأفاد القائد البصري بأن «قرداش ما زال يختبئ في بعض المناطق المفتوحة  شرق سوريا، وانه يواجه معارضة شديدة لشخصه من بعض الشرعيين في اللجنة المفوضة وقيادات الصف الأول بالتنظيم الارهابي لتوليه ما يسمى بـ (الخلافة)»، مؤكداً أن «لذلك تداعيات خطيرة تهدد حياة (قرداش) بالقتل، وتنذر بالانقسام لما حوله من جنسيات أجنبية وخليجية  من جهة والعراقيين من جهة أخرى».
وعزا القائد البصري «ذلك الاحتراب في ما بين قيادات داعش، بسبب كون الإرهابي (أمير محمد التركماني-عبد الله قرداش) لا ينحدر نسبه من قبيلة  قريش العربية مثلما يريد الشرعيون في داعش، كذلك  لفقدانه النطق السليم باللغة العربية ولفظ مخارج الحروف بالتكلم، كما يشكلون عليه بأنه من غير  المتشرعين بالدين وإنما اكتسب بعض الفقه من خلال اختلاطه بالرعيل الأول من سجناء داعش الارهابي في سجن بوكا الذي أنشأته القوات الأميركية في حينها بعد عام 2003، وظل فيه ملاصقاً للإرهابي أبو بكر البغدادي وآخرين من الرعيل الأول لسنوات؛ قبل أن يُطلق سراحهما، ويؤسس المقبور البغدادي تنظيم داعش في 2013».
ولفت البصري، إلى أن «الارهابي (أمير التركماني) في محاولة لاحتواء المناوئين له؛ بدأ ينحو -مخالفاً لطبعه الحاد- الى استمالة بعض هؤلاء الارهابيين سواء كانوا في اللجنة المفوضة –وهو كان أحد أعضائها منذ عام 2015 - أو من المؤثرين في العناصر الارهابية».
وأشار إلى أن «إعلام داعش نشر في عام 2019 خبر قيام اللجنة المفوضة  بترشيح الارهابي (أمير التركماني) لما يسمى بمنصب (رعاية أحوال المسلمين في الدولة الاسلامية) بينما خطط التنظيم في الوقت الحاضر لإعادة توزيع بقايا عناصره الارهابية بالبلاد وفي دول المنطقة وأوروبا  وشمال افريقيا ودول الاتحاد السوفيتي القديمة وشرق آسيا من خلال التركيز على بعض الافراد غير المكشوفين وزجهم في البلدان المستهدفة».

مخططات إرهابية
وبحسب معلومات مركز الرصد والتحليل في خلية الصقور، فإن الارهابيين سيوزعون بالاستعانة بخاصيتي (مسقط الرأس واللغة التي يجيدونها)، وبين البصري أن «تلك العناصر تم إدخالها في دورات خاصة للتدرب على صناعة المتفجرات والاحزمة الناسفة والاتصال الالكتروني، وجرى تزويدهم بوثائق مزورة وكذلك بمعلومات عن سكان المناطق المستهدفة لضمان اختلاطهم بتلك المجتمعات».
وحذر رئيس خلية الصقور، «من مخططات داعش لإعادة ترتيب صفوفه في البلاد والمنطقة وباقي بلدان العالم المستهدفة، للقيام  بعمليات ارهابية»، منبها الى أن «المجرم التركماني يخطط للاستفادة من انشغال الاجهزة الامنية  وموارد الدول الاخرى بمكافحة  فيروس جائحة كورونا،لا سيما إن أغلب قيادات داعش تعيش بأوهام وبقناعة تامة بأن فيروس كورونا ظهر على أمل مساعدتهم في حروبهم الارهابية محليا وإقليميا ودوليا».
وشدد أبو علي البصري، على أن «داعش بات يحاول اللعب على صراعات الدول في سوريا وليبيا وشمال افريقيا، والتحرك في مناطق جديدة في القارة الاميركية من خلال تجنيد بعض عناصره في مليشيات مسلحة تتقاتل في تلك المناطق من أجل تنويع مصادر التمويل، بعد خسارته المناطق الغنية بالنفط الخام وطرق التجارة، حيث كان يعتمد على سرقة وتهريب النفط الخام ومشتقاته ومن تبرعات لمنظمات وشخصيات متعاطفة مع التنظيم».
وستنشر «الصباح» في وقت لاحق تفاصيل أخرى عن حرب «الصقور» في الباغوز بسوريا، وملاحقة «داعش» في مختلف مناطق العالم، ودور العراق في الاطاحة بمشروع «داعش» الارهابي وإنقاذ المدن والأبرياء في مختلف دول العالم.