المؤلف الموسيقي قتيبة النعيمي يحاكي حضارة أور في برلين

ثقافة وفن
  • 26-06-2020, 09:23
+A -A

يستعد الفنان العراقي والمؤلف الموسيقي الشاب قتيبة النعيمي للمشاركة في مهرجان "أيام الموسيقى العربية" في العاصمة الألمانية برلين.
وسيقدم النعيمي ثلاث قطع موسيقية"ثلاثي أور" من أعماله الجديدة في المهرجان ،الذي سيقام في التاسع عشر من أيلول المقبل.
وعن هذه التجربة قال النعيمي لوكالة الأنباء العراقية ( واع): إن" ثلاثي أور هي رسالة تسليط الضوء على حضارة العراق وتاريخه العظيم"، لافتاً إلى أنه "استخدم بعض السلالم الموسيقية العربية ،وقام بصياغتها بأسلوب الموسيقى المعاصرة ،والهدف من ذلك مخاطبة ذائقة المجتمع الأوروبي".
وأضاف أنه"شارك في عمل فني تضمن ست لغات ،منها العربية وهو (منفرد في المجال الموسيقي)"، مبيناً أن"هذا العمل له عدة رسائل، ومن ضمنها الدعوة للسلام والتعايش السلمي ما بين الأديان والدعوة لتأكيد إنسانية الإنسان".
وتابع النعيمي أن"الهدف من استخدامه للأصوات الأوبرالية الأجنبية ،هو تصدير الموسيقى والثقافة العربية بلغة تخاطب المجتمعات الأخرى من خلال استخدام بعض الآلات الشرقية ،كالعود والناي والجوزة ،التي يعزف عليها كل من الفنانين الأساتذة نوبار عدنان، تمام رمضان، ستار الساعدي، طارق السيد. فاخر مدلل ،ودمجها بطريقة علمية مع الأوركسترا، من أجل تسليط الضوء على الآلات التراثية العراقية، بالإضافة الى استخدام  بعض السلالم الموسيقية العربية التي تحمل الدرجات الجزئية (٣/٤ التون) كمقامي البيات والصبا وغيرهما ،وصياغتها بأسلوب علمي ونظام جديد يتناسب مع علم الهارموني والكونتربوينت"، مؤكداً "رغبته في  ارسال رسالة مفادها بأن موسيقانا الأحادية من الممكن أن تتنظم وتتطور وتكتب بأسلوب متعدد الأصوات".  
وبين أن"الرسائل كثيرة في هذا العمل، منها أيضاً أن الفنانين المشاركين وعددهم 18 فناناً ،هم ممن يعملون في دار الأوبرا الوطنية في باريس وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا ،وبالرغم من بعدنا واختلاف لغاتنا ومذاهبنا وانتمائنا ،لكن لغة الموسيقى توحد الجميع، بالإضافة إلى أن النصوص الشعرية لهذا العمل هي للشاعرة والروائية والمؤلفة الموسيقية الفرنسية جوددي أولفيرا".
وأشار النعيمي إلى أنه" سيشارك في الدورة الرابعة لمهرجان (أيام الموسيقى العربية) ،الذي سيقام بإشراف الموسيقار الفنان نصير شمة ويفتتح يوم السابع عشر من شهر أيلول المقبل"، لافتاً إلى"أن فكرة المهرجان لهذه السنة تتناول أغلب المؤلفين المعاصرين العرب ،وتم اختياري لتمثيل بلدي العزيز العراق وبلداننا العربية ،لتقديم عمل موسيقي في العاصمة الألمانية برلين".
وأعرب النعيمي عن"أمنيته بتقديم كونسيرت في المستقبل القريب في العراق ،وكذلك تقديم ورشات عمل عن التأليف الموسيقي ،وعن باقي العلوم المهمة ،التي مع شديد الأسف لا توجد ضمن المناهج التربوية والتعليمية في مؤسسات التعليم"، مشيراً إلى أنه"يحلم 
بالوصول الى العالمية"، خاصة وأنه أكمل الدراسة في الجامعة الملكية العليا للموسيقى ،وهو يشكل تحدياً كبيراً بحد ذاته، "فالطريق الى العالمية طويل ،وسأسعى إليه بكل ما أوتيت من قوة ،وفي هذا الصدد تحديداً قمت بتقديم عدة ورشات عمل للأوروبيين في كل من بلجيكا، وفرنسا، وهولندا ولوكسمبورغ".
وأوضح أنه"أول عراقي يدرس في الكونسيرفاتوار الملكي العالي للموسيقى في مدينة مونس البلجيكية، وحصل على درجة البكالوريوس والماجستير بامتياز عالٍ ،وكذلك على درجة بروفسور"، داعياً " الدولة العراقية إلى دعم جهود البحث العلمي من خلال إبتعاث الطلبة الى الجامعات العالمية الرصينة خدمة لبلدنا وإرثنا الحضاري".
ويعد قتيبة النعيمي مؤلف موسيقى وعازف كمان سابقاً في الأوكسترا الوطنية السيمفونية العراقية ،ودرس في معهد الفنون الجميلة ببغداد ،وأكمل دراسته الجامعية في بلجيكا. وهو حاصل على الماجستير ودرجة بروفسور من الكونسرفاتوار الملكي في بلجيكا. شارك في العديد من المهرجانات الموسيقية العالمية. ويعمل النعيمي على مشروع تأليف أول أوبرا (الرمال) وتتضمن اللغتين العربية والفرنسية.