كورونا توقف احتفالات العمال وسط دعوات بإنصافهم

تحقيقات وتقارير
  • 1-05-2020, 12:05
+A -A

بغداد- واع- علي جاسم السواد
تصوير صفاء علوان
 
على وقع تداعيات فيروس كورونا وما أثرته على سوق العمل وانعكاسه على الاقتصاد العالمي ،يجد العمال أنفسهم وهو يتذكرون يوم عيدهم بأجواء قد تختلف هذه المرة عن كل السنوات الماضية التي يحتفلون فيها بطرق مختلفة، بعد توقف آلاف المصانع والمعامل وإغلاق الأسواق والمراكز التجارية، يضاف إليها حالة الكساد التي تعاني منها الاقتصاديات العالمية بسبب انهيار أسعار النفط.
ملايين العمال يستذكرون هذا اليوم في منازلهم بعد أن كان يوم الأول من آيار يمثل أكبر تجمع عالمي، ففي بعض البلدان مثل فرنسا أصبح يوم العمال قبل عامين نقطة تحول في الحركة الاحتجاجية ،التي أطلق عليها حركات أصحاب السترات الصفراء ،التي قادتها النقابات العمالية، وفي دول أخرى تحول هذا اليوم الى كرنفال يحتفلون فيه ويستذكرون دور العامل في البناء والإعمار، فيما يُضرب ملايين العمال عن العمل في مختلف بلدان العالم.
ولا تكاد تمر هذه الذكرى من دون أن تكون هناك مطالبات بتحقيق المزيد من حقوق العمال وإنصافهم، غير أن جميع تلك الفعاليات على اختلاف أشكالها توقفت ولم تعد الساحات الرئيسة في العواصم تكتظ بالعمال الذين يعدون هذا اليوم نبراساً يحرك وجدان الأمة، ولم ترصد وسائل الإعلام ولا الكاميرات أي تجمع لاستذكار هذا اليوم الذي تحتفي فيه ملايین المؤسسات ومئات الملايین من العمال عن العمل في العديد من الدول.
إنصاف العامل العراقي
وعن تعاطي العمال العراقيين مع هذه المناسبة في ظل الظروف الراهنة دعا نائب رئيس اتحاد نقابات العمال في العراق رحيم الغانمي الى إنصاف العامل العراقي وتوفير الحياة الكريمة له.
وقال الغانمي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن"العامل العراقي يختلف عن باقي عمال الدول العربية والأجنبية في كل الأحوال  لأنه بلا مأوى أو ضمان اجتماعي أو ضمان صحي بسبب انعدام التخطيط"، داعياً إلى"إنصاف العمال من خلال تشريع القوانين التي تضمن الحقوق لنحو  12 مليون عامل أغلبهم عاطل عن العمل".
وبين أن"العمال من شرق آسيا أو غربها يتقاضون أجوراً تصل الى نحو 200 دولار ،بينما العراقي أدنى مستوى له في الأجور 450 ألف ،وهو ما يدفع أصحاب الشركات الى جلب العمالة الأجنبية على حساب العمالة العراقية". 
وطالب الغانمي"رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي بأخذ مطالب العمال ومعاناتهم بنظر الاعتبار".
 بدوره، أكد عضو اتحاد العمال العراقيين ورئيس نقابة التغذية مهند عودة "أهمية تأمين حقوق العامل العراقي وشموله بالضمان الاجتماعي والتقاعد.
وقال عودة في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن"عيد العمال العالمي أصبح عيد الفقراء والمظلومين والمساكين" داعياً "الحكومة العراقية إلى التفات لهذه الطبقة المظلومة ،خاصة في هذه الظروف من خلال شمولها بالضمان الاجتماعي وبالتقاعد الموحد".
وأكد عودة أن "العمالة الأجنبية دمرت العمال العراقيين وعلى الشركات والمصانع والمعامل الأهلية والمصالح الخاصة التوقف عن تشغيل العمالة الأجنبية وإبدالها بالعمالة العراقية والقضاء على البطالة" لافتاً الى أن"الشركات النفطية العراقية تضم 50% منها عمالة أجنبية في حين أن العراق يمتلك العقول والأيدي العاملة".

دعم برلماني وحكومي
أكد رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي أن عمال العراق سيحققون النجاح بإعادة العمل وتحريك الاقتصاد.
وذكر عبد المهدي في بيان أنه "تحل ذكرى عيد العمال العالمي هذا العام والبشرية جمعاء تواجه تحدياً صحياً خطيراً، أوقف عجلة الحياة والعمل، ويواجه شعبنا جائحة كورونا ببسالة وصبر ونجاح بشكل ميّز العراق عن بقية دول العالم، ونحن على ثقة تامة بأن عمال العراق أيضاً سيحققون النجاح في إعادة العمل والإنتاج وتحريك الاقتصاد الوطني مجددا".
من جانبه أكد رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي أن ‏نهوض الاقتصاد العراقي مقترنٌ بتوفير فرص العمل ودعم بيئة الاستثمار الصحيح.
وقال الكاظمي في تغريده له: بمناسبة عيد العمال العالمي، أرفع أسمى التهاني لكل النساء والرجال الذين يديمون الحياة بأعمالهم وجهدهم، وسعيهم خلف رزقهم الحلال بلا كلل".
 
 
 
 
بدوره، أكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي، اليوم الجمعة، حرص البرلمان على ضمان حقوق العمال.
وقال الكعبي في بيان: إن"الظروف التي مرت على العراق من حروب وعقوبات وما لحقها من ويلات انعكست سلباً على همة وفاعلية عمال العراق ،لكنها لم تثن من عزمهم وإرادتهم وحبهم لتقديم الأفضل لبلدهم" داعياً"العمال إلى المساهمة الفاعلة في رسم مشروع تقدم بلدنا وازدهاره في جميع المجالات والميادين كون العقل العراقي معروف عنه الإبداع والعمل للأفضل"
وأكد"حرص مجلس النواب على تشريع القوانين الضامنة لحقوق شريحة العمال في القطاع العام والخاص ، وستكون من أهم الأولويات خلال المرحلة المقبلة هو تعزيز هذه المنظومة التشريعية بقوانين أخرى ستسهم في دعمهم وتحقيق مطالبهم وتشجيعهم على مزيد من التقدم عبر زيادة فرص الاستثمار وإعادة تفعيل القطاعات الرئيسة لاسيما الصناعي والزراعي" .
الى ذلك هنأ وزراء التخطيط والتجارة والثقافة الطبقة العاملة في العراق والعالم بمناسبة يوم العمال العالمي ودعوا الى ضمان حقوقهم وتطوير مهاراتهم والسعي نحو إنشاء بيئة استثمارية مستقرة وآمنة وتوفير المزيد من الفرص في مختلف ميادين العمل.
بدوره، دعا رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم اليوم الجمعة الى تحسين الواقع المعيشي لشريحة العمال وتعويضها الحرمان وتأمين متطلبات الحياة الكريمة لها.