مقابلة.. رئيس كتلة الوطن أولاً يحذر من الفوضى إذا فشل تكليف الكاظمي

تحقيقات وتقارير
  • 25-04-2020, 15:09
+A -A

بغداد- واع- ليث محمد رضا
تصوير: علي جابر الغرباوي
حذر رئيس كتلة الوطن أولاً في مجلس النواب محمد إقبال الصيدلي، من وقوع فوضى كبيرة،  إذا فشلت الكتل السياسية في تمرير حكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، عاداً تكرار سيناريو علاوي والزرفي مضيعة للوقت تعرض العراق لحافة الانهيار.
وفيما أشار إلى أن عجلة مباحثات تشكيل الحكومة، ما تزال بطيئة جداً نتيجة انشغال الكاظمي بالخلاف في البيت الشيعي على آلية تشكيل الحكومة، قبل الانتقال إلى الكتل الأخرى، وصف تجربة إناطة الحقائب الوزراية لمستقلين بأنها بدعة سيئة دفع العراق ثمنها.
المحطة الأخيرة
وقال الصيدلي في مقابلة أجرتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الكتل السياسية السنية ليست لديها مشكلة مع الكاظمي، ولعل الكتل الكردية كذلك، فالعلاقة جيدة ونحن نعرفه ومطلعون على أدائه سواء في تحالف القوى أو في كتلتنا الجديدة".
وأضاف أنه "ليس لنا شروط على حكومة الكاظمي لأننا نعتقد أنها المحطة الأخيرة، ولدينا خشية كبيرة من تكرار سيناريو علاوي والزرفي وذلك مضيعة للوقت تعرض العراق لحافة الانهيار، وإذا فشلت الكتل السياسية في تمرير حكومة الكاظمي ستحصل فوضى كبيرة، ولا يعرف ما هو السيناريو التالي، لذا نرى الكاظمي الفرصة الأخيرة أمام الكتل السياسية سنية وشيعية وكردية".
وتابع الصيدلي أن "عجلة مباحثات تشكيل الحكومة، ما تزال بطئية جداً نتيجة الخلاف في البيت الشيعي على آلية التشكيل، ولم نلتق بالكاظمي، لكننا فهمنا من الاتصال الذي حصل معه، كإنه يقول لنا دعوني أخرج من المشكلة الشيعية أولاً ثم انتقل إليكم".
واستدرك "أننا نريد تشكيل الحكومة بأقرب وقت، ولا نسعى للحصول على حقائب وزارية في هذه الحكومة لأن أمامها تحديات وهي حكومة قصيرة الأمد، مهمتها الأساسية التوطئة للانتخابات وإدارة الملفات الاقتصادية والسياسية الراهنة".
الوزراء المستقلين
 بشأن تجربة إناطة الحقائب الوزارية إلى المستقلين علق، أن "النظام السياسي في العراق برلماني قائم على تنافس الأحزاب، وبالتالي هناك استحقاق انتخابي يفرض نفسه لأن كل حزب لديه برنامج سياسي يريد أن يحققه للجمهور الذي انتخبه، ولا يتم ذلك من دون العمل التنفيذي". 
ورأى الصيدلي أن "تجربة المستقلين كانت بدعة سيئة وغير محسوبة العواقب، دفع العراق ثمنها في حكومة عبد المهدي، التي تعد من أضعف الحكومات التي مرت على العراق وأوصلت البلاد إلى حافة الهاوية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وآخرها صحيا".
وزاد بأن "بعض الجهات السياسية ما زالت تدفع بمجيء مستقلين، لكن التجربة تثبت أن الوزراء المستقلين سيكونون ضعفاء، والوزير غير المدعوم من كتلة برلمانية لا يستطيع مجاراة التطورات السياسية".
وذكر الصيدلي أن "إحدى الأخطاء في حكومة عبد المهدي أن السنة توافقوا مع الكتل الشيعية على فكرة المستقلين لغاية في نفس يعقوب، ونحن نعرف السبب هو أن الكتل السنية وعدت الكثير من الشخصيات بتولي حقائب وزارية، لذا رضيت بخيار المستقلين لتجاوز الحرج". 
ونوه بأن "التوجه إلى استيزار المستقلين ليس مطمئناً بعد ما رأيناه في حكومة عبد المهدي، من عدم الالتزام وكثرة ما طرح تحت الطاولة، لدرجة أنني دعوت السياسيين أن يجلسوا تحت الطاولة".
وذكر أنه "تصلنا إشارات إيجابية بأن التمثيل الوزاري سيكون حسب الوزن النسبي لكل كتلة في حال صار اتفاق على المضي على وفق الاستحقاقات الانتخابية، ويبقى أصل اهتمامنا ليس الحقائب الوزارية، وأنما نريد أن تمضي العجلة وتجرى الانتخابات المبكرة".
التحالف الجديد
وقال الصيدلي إن "تأسيس تحالف الوطن أولاً، سبقته إرهاصات بين مجموعة من النواب لتشكيل كتلة برلمانية، والسبب الرئيسي في هذا اختلاف وجهات النظر بيننا وبين تحالف القوى العراقية، بالرغم من أننا بدأنا مشوارنا البرلماني سوية".
وأضاف أن "نقطة الخلاف الأهم مع تحالف القوى، تمثلت بطريقة تناول الأمور فيما يتعلق بمحافظاتنا، وبعض نوابنا شعروا بغبن نتيجة عدم الاهتمام بمحافظة نينوى تحديداً ولذلك تضم كتلة الوطن أولاً خمس نواب من محافظة نينوى من أصل سبعة حالياً"، لافتاً إلى أن "الأداء السياسي لا يعتمد فقط على حجم الكتلة، وخاصة إذا كان الأداء وطنياً لا نحتاج إلى الكتل الكبيرة".
وتابع الصيدلي أن "خروجنا ليس لإضعاف تحالف القوى كما يشاع، وربما من الطبيعي أن يكون ذلك الاتهام ردة فعل بعض نواب تحالف القوى، لكننا في الحقيقة لا نراه إضعافاً، والخلاف بسيط ولا نراه زعلاً، إنما الساحة تتسع للجميع والأصل في العمل السياسي هو اجتهادات والاجتهادات تصيب وتخطئ والاختلاف يعطي مرونة في العمل ولا يخلو من إيجابية".
وبين أن "اهتمام تحالف القوى الرئيس، بالأنبار خدمياً وسياسياً ومن جميع النواحي، وهذا حساب نينوى مثلاً،  بالرغم من أنها ثاني أكبر محافظة في العراق ومن أهم المحافظات مساحة وجغرافياً وتاريخياً واقتصادياً ومرت بأحداث خطيرة وفيها معاناة كبيرة تستدعي اهتماما".
وأوضح الصيدلي أننا "شعرنا بوقوع الغبن على نينوى، لأنها حتى لم تأخذ استحقاقها في اللجان البرلمانية ولم تمثل في المواقع الحكومية التي أخذت تباعاً، فضلاً عن أن التمثيل الوزاري للمحافظة في حكومة عبد المهدي كان ضعيفاً جداً ومتأخراً من خلال وزارة التربية، وقد جرى ذلك بالرغم من العدد الكبير لنواب نينوى داخل تحالف القوى".
عودة داعش
وفي الشأن الأمني نوه بأن "توقعات عودة داعش ليست مخاوف ولكنها حقيقة ففي محور كركوك صارت أكثر من عملية وكذلك في محور صلاح الدين، والأخطر في تلك التوقعات هو هروب ٥ آلاف سجين من الدواعش في سوريا ثم اختفائهم وقد قبض على أحدهم في الأيام الماضية في جزيرة الموصل".
ومضى بالقول إن "الأجهزة الأمنية في نينوى تحتاج إلى تدريب واستكمال أعدادها وإعادة انتشارها، ونحن قلقون لأن التجربة التي مرت بها محافظاتنا كانت قاسية والعراق كله دفع ثمنها آلاف الشهداء وآلاف الضحايا والمغيبين".
إعمار المناطق المحررة
وقال الصيدلي أن "واجب الدولة تمويل إعمار المناطق المحررة بعد الدمار الذي أصابها، ونحن سياسيو تلك المناطق مقيدون لأننا إذا جلبنا أموالاً من الخارج سيثير ذلك علامات استفهام".
وأضاف أن "حكومة عبد المهدي كان ينبغي أن يتصدر الإعمار أولوياتها، وخلافنا الكبير معها بخصوص هذا الملف من صندوق الإعمار إلى مؤتمر الكويت، إلى كون الوضع الدولي لم يساند العراق نتيجة بعض مواقف الحكومة".
وزارة التربية
وتابع الصيدلي وهو الوزير السابق للتربية "إحدى الإخفاقات في الأداء الحالي لوزارة التربية، أن معالجاتها للأزمة الراهنة محدودة وغير ناجعة ولا واضحة الرؤية، بالرغم من أن نصف التقويم التربوي البالغ 8 أشهر قد انتهى من غير دوام، وهذا يقتضي معالجات حقيقية".
ولفت إلى أن "هناك حزمة كاملة من المعالجات المعروفة دولياً، تخص التعليم في ظل الأزمات والحروب والنوازل الدولية، بينما نرى وزارة التربية غير مبالية إزاء مصير طلابنا وتلاميذنا، على عكس دول اتخذت إجراءات واضحة، مثل إنهاء العام الدراسي وتحديد طرق لاحتساب النتائج أو عدها سنة عبور".
وزاد بأنه "تستطيع وزارة التربية معالجة الموضوع بإلغاء الامتحانات الوزارية للسادس ابتدائي والثالث متوسط والاعتماد على المعدلات، وكذلك في بقية المراحل".
وأشار إلى أنه "كانت لنا تجربة مع معالجات هائلة لملف النازحين، حيث وجهنا التلاميذ والطلبة في المناطق المحتلة وقتها بعدم الذهاب للمدارس، لكي لا يدرسوا مناهج داعش فغابوا ثلاث سنوات وهذا صعب لاسيما على تلاميذ الابتدائية، وعالجت الموضوع بصلاحياتي، وعملنا اختباراً تربوياً يتناسب مع عقل وعمر كل طالب أو تلميذ لتحديد المرحلة التي هو مؤهل للذهاب إليها سواء نفس مرحلة عمره أو أقل بحسب الدرجة".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام