تصوير: صفاء علوان
كشف معاون نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي أبو علي البصري، عن ثلاث أولويات للمرحلة المقبلة.
وفيما أكد عدم وجود علاقة بين الحشد وبين الجهات التي استهدفت السفارة الأميركية.
أشار الى وجود أسماء بارزة داخل الحشد سيكون أحدها خليفة للشهيد المهندس.
وقال البصري في مقابلة أجرتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "ثلاث أولويات ستتصدر أعمال قيادة الحشد الشعبي، في المرحلة المقبلة بعد تعيين خليفة للشهيد المهندس، أولها إقرار هيكلية نهائية للحشد وثانيها تنسيق التشكيلات المتعددة وجعلها منظمة ومتساوية في الأعداد بدمج الألوية وثالثها تشكيل لجنة في الحشد الشعبي لإعادة النظر بالمسؤولين والقادة لإبعاد أي متورط في الفساد من منصبه".
وأضاف أن "القرار النهائي لتعيين نائب لرئيس هيأة الحشد الشعبي، منوط بالقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الهيأة، وهناك أسماء بارزة داخل الحشد وأنا من ضمن المرشحين إلا أنني لست راغباً"، مشيراً إلى أن "منصب نائب رئيس الهيأة الذي يمارس القيادة الفعلية ميدانياً هو المتصدي لكل تشكيلات الحشد، وكانت أغلب الجوانب تحت نظر الشهيد أبو مهدي المهندس".
وتابع البصري "بين ستة معاونين للشهيد المهندس، كنت المعاون الأول، وكنت أنوب عنه في الاجتماعات والجبهات، والراية التي كان الشهيد المهندس يرفعها لم تبق على الأرض، على الرغم من عدم إمكانية تعويض هذه الشخصية بعنوانها الجهادي الكبير، لكننا رفعنا هذه الراية، الشهيد دفن يوم أربعاء وفي يوم الجمعة التالي عقدنا اجتماعاً لمقر الهيأة حضره أركان الحشد وقادة القواطع، ولدينا تواصل مع الفياض فحضر اجتماعاً مع كوادر الهيأة بوصفه رئيسها وعزاهم بالشهداء، وقادة الحشد عاهدوا الشهداء على مواصلة نفس الطريق، في الدفاع عن العراق والمقدسات".
مكافحة الفساد
وقال "نحن عازمون على مكافحة الفساد، وتطهير الحشد الشعبي من الشوائب ليبقى نقياً، والعناصر الفاسدة موجودة لكنها قليلة والجزء الأكبر يقاتل باندفاع وعقيدة، مؤكداً "نحن لا نكافح الفساد بالعقوبات وحسب لكن بالوقاية أيضاً من خلال دورات عقائدية وأخلاقية مستمرة".
الهيكلية الجديدة
وذكر البصري أن "الأمر الديواني 331 كان نقلة نوعية لتطوير واقع الحشد الشعبي، ومازلنا بصدد هذه المرحلة، والثلاثاء الماضي، كنا في اجتماع يهدف للإتفاق على هيكلية نهائية للحشد الشعبي"، مشيراً إلى أن "عمل الحشد منذ البداية كان منظماً بهيكلية، لمقراته وتشكيلاته العسكرية".
وبين أن "الحاجة برزت لإعادة النظر بالهيكلية لوجود تشكيلات غير متساوية مع بعضها، فلدينا تشكيل يضم أربعة الاف مقاتل، يسمى فرقة أو لواء كبيرا، آخر يضم ١٦٠٠ مقاتل، فلدينا أربعة أو ثلاثة تشكيلات يضم كل منها أكثر من أربعة آلاف مقاتل، وسبعة تشكيلات ممن يضم أكثر من ثلاثة آلاف، و١٩ تشكيلا يتجاوز عديد مقاتلي كل منها ألفي مقاتل، وباقي التشكيلات ممن يضم أقل من ألفي مقاتل".
وأوضح البصري أن "إجمالي عدد التشكيلات في الحشد الشعبي بلغ ٥٧ تشكيلاً، فالحشد يتكون من مقر وصنوف ومديريات إدارية وأركان وألوية ولديه قيادة قواطع للألوية، والأمر الديواني الخاص بهيكلية الحشد الشعبي، أكد فرز فصائل المقاومة عن ألوية الحشد الشعبي".
ضباط الحشد
وبشأن ضباط الحشد أضاف البصري أن الهيأة لا تزال تحاول تطوير التنظيم العسكري للحشد الشعبي، كما أن هناك طرحا أن تكون للحشد رتب عسكرية تتنوع بين ضباط ومراتب، ولابد للضباط أن يكونوا خريجي دراسات عسكرية، مع إن أغلب كوادر الحشد يمتلكون خبرة ميدانية مهمة وهم ليسوا خريجين".
وتابع "طرحنا موضوع إعداد الضباط في الحكومة السابقة والحالية، وناقشنا مع قادة الجيش، تأهيل خريجي الكليات والاعداديات عبر دورات عسكرية، وتم الاتفاق على إدخال خريجي الكليات بدورة قصيرة لينالوا رتباً، مقارنة بمدة الدورة لخريجي الاعدادية.
وأشار الى أن "إعداد الضباط كان المخطط أن يبدأ في ٢٠١٩، من خريجي الكليات في الناصرية وخريجي الاعدادية للرستمية ، وبالرغم من تلكئ المشروع لكنه قائم".
وأوضح البصري أن "عديد الحشد الشعبي بحدود 160 الفاً، ينقسم بين 130 الف مقاتل من أبناء الوسط والجنوب والقسم الثاني الحشد العشائري من أبناء المناطق المحررة لاسيما الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وعددهم زهاء ٣٠ الف مقاتل".
الخروج من المدن
وبشأن مناطق وجود الحشد الشعبي ، رأى البصري أن "قوات الحشد مستمرة في التواجد في المناطق المحررة طالما هناك بقايا لعصابات داعش مازالت موجودة"، لافتا الى أن بقاء الحشد في المناطق المحررة ياتي خوفاً من أن تسقط تلك المناطق مرة اخرى بيد العصابات الارهابية".
وأضاف "سحبنا الكثير من القوات للتدريب ولدينا مقر قيادة في نينوى وتنضوي تحت هذا المقر مجموعة من الالوية وكذلك مقر قيادة صلاح الدين وفي سامراء والرمادي في الجزيرة وشرق الرمادي والفرات الاوسط وكل الالوية موجود في هذه المناطق وبين مدة واخرى تتوفر معلومات عن الدواعش وتجرى عمليات تفتيش".
وتابع البصري أن "الحشد موجود لحاجة، سينسحب عندما تنتفي ويكون خارج المدن، والأمر الديواني الخاص بالهيكلية ركز على الخروج من المدن وفعلاً عملنا على ذلك في البصرة وباقي المحافظات، لتكون المعسكرات خارج المدينة مع وجود مكاتب داخل المدن لرعاية عوائل شهداء الحشد وغير ذلك"، لافتاً إلى أن "عدد شهداء الحشد الشعبي تجاوز 8 الاف شهيد حتى الآن".
الحشد والتظاهرات
وفي رده على سؤالنا بخصوص مهام الحشد الشعبي في التظاهرات التي تشهدها البلاد قال البصري إن "الحشد شارك في اجتماعات لمناقشة أزمة التظاهرات والمندسين، وموقفنا هو الدفاع عن النظام والأمن والإستقرار، وجميع التهم الموجهة للحشد الشعبي هي محاولات للتسقيط، موضحا أن الحشد الشعبي ليس لديه مهام تخص التظاهرات".
وأضاف "نحن ندعم التظاهرات السلمية ونؤمن بأحقيتها وسلميتها أما التخريب فليس تظاهرا، والتظاهرات خرجت سلمية لكن هناك اختراق وأموال تدفع للمخربين".
حشد الدفاع
وبخصوص المشاكل التي يواجهها مقاتلي حشد وزار الدفاع، قال البصري إن "الجيش تخلى عن المتطوعين الذين قاتلوا تحت إمرته استجابة لفتوى الجهاد الكفائي، رغم إنه كان يدفع لهم رواتب أيام المعارك، ونحن بادرنا لتسجيل شهدائهم ضمن الحشد، ومعالجة جرحاهم لاسيما بعد تأسيس مستشفى صحراوي يستقبل جرحى مختلف القوات العسكرية وليس الحشد وحسب".
المفسوخة عقودهم
وأضاف أن "نظام التطوع في الحشد يقوم على التعاقد، وتعيين بدلاء لمحدودية العدد المسموح به، وبعد التظاهرات وقرار إعادة المفسوخة عقودهم، تقدم نحو 130 الف لملئ استمارات العودة وهم في الواقع ممن تركوا الحشد طوعياً أو جرى طردهم لسبب ما".
وتابع البصري أن "وزارة المالية لم توفر التخصيص المالي لهذا العدد، وبالرغم من وجود مقترح بوضع آلية لإعادة ٧٠ الف مقاتل فقط، إلا إن الوزارة ذكرت بأنها لا تستطيع توفير أكثر من ٣٠ الف درجة، وما زال النقاش مستمراً بهذا الصدد، وقد يعاد فتح التقديم من جديد".
علم الحشد الشعبي
وبشأن ظهور علم الحشد الشعبي خلف قائد القوه الجوية في الحرس الثوري الايراني، أثناء مؤتمر صحفي، قال البصري "هذه ليست رسالة سلبية، فالايرانيين يحترمون الحشد الشعبي ولديهم اعتزاز بمشاركتهم بدعمه منذ التأسيس، وقد شارك الايرانيون معنا في مواجهة داعش الارهابي بالتخطيط والرأي والسلاح والأرواح".
وهنا لم يستطع حبس دموعه فأضاف باكياً أن "خير ما يفند إساءات المغرضين، تشابك أشلاء الشهيدين المهندس وسليماني، وأنا واثق لهذه اللحظة بوجود أشلاء من كل من الشهيدين في ضريح الآخر، وهذا تتويج لعلاقة فريدة جمعت الشهيدين في حياتهما، إذ كان كل منهما يصرح بأنه جندي عند الثاني، وكانا يقبلان أيدي أو أرجل بعضهما عندما الوداع".
الفصائل غير المنضوية
وتابع البصري "كنا نجتمع مع جميع الفصائل غير المنضوية في الحشد الشعبي، فيقولون إنهم ليسو تحت قيادتنا وأن لهم الحرية في التصرف، ونحن نقول لهم إننا لا نتحمل مسؤولية تصرفاتكم أمام الدولة، وفعلاً الدولة هي المسؤولة عن التعامل معهم".
وأشار إلى أن "الفصائل قالت إنها مستعدة لدعمنا عند الحاجة، وإنها تحتاج دعم الحشد، وقلنا إننا نقدم الدعم بما لا يقدح بارتباطنا بالدولة والقائد العام للقوات المسلحة".
وبشأن إجتماع فصائل المقاومة بدعوة من السيد مقتدى الصدر، قال البصري إنه "كانت لدى المقاومة تواصل وأفكار لتطوير علاقاتهم مع بعض، لكن شهادة الشهداء تركت أثاراً كبيرة، منها توحيد الصفوف وزيادة التنسيق ووحدة الكلمة فيما بينهم".
وأكد البصري أن "الحشد الشعبي ليس له علاقة بالجهات التي استهدفت السفارة الأميركية في العراق"، لافتاً الى أن"هذه الجماعات تعبر عن نفسها، والحشد الشعبي لا يتبنى أي عملية".
واستدرك بالقول أن "بعض الجهات تحاول زج اسم الحشد الشعبي في هذه القضية من دون دليل"، مؤكداً أن "تشكيلات الحشد الشعبي موجودة ومنضبطة ولدينا اجتماعات معهم وتوجيهات مستمرة".
وضع حجر الأساس لأكبر ناطحة سحاب في بغداد
المرور تحذر سائقي الدراجات النارية من ثلاث مخالفات